برفيسور يوضح حجم التضارب الإسرائيلي الكبير في أرقام خسائر حرب غزة
قال برفسور علم المستقبليات وليد عبد الحي إن الأرقام الإسرائيلية المعلنة من طرف الحكومة والإعلام والمشافي وهيئات دولة الاحتلال المختلفة توضح حجم التضارب الكبير في الرواية الإسرائيلية عن حجم الخسائر في حرب غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
وجاء حديث البرفسور عبد الحي في مقال له بعنوان ” يُكَذِبونَ بعضهم”، وهذا نصه:
سبق لي في مقال سابق بعد عشرة أيام من معركة طوفان الأقصى أن ذكرت أن “الارتباك في القرار السياسي والاعلامي الاسرائيلي لم يكن بهذه الدرجة من الاضطراب”، وها هو الارتباك يزداد وضوحًا ولكن في الجبهة العسكرية هذه المرة، وتحديدا في التضارب غير المنطقي في ارقام الخسائر العسكرية والمدنية في إسرائيل.
ولن استند إلى أي مرجع غير إسرائيلي في تبيان التضارب في هذه الأرقام، وسأشير إلى أن ملامح التضارب تظهر من خلال المقارنات من 7 أكتوبر إلى 10 ديسمبر الجاري)
الفارق الكبير بين الأرقام التي يعلنها الجيش عن خسائره وبين أرقام سجلات المستشفيات الإسرائيلية
تزايد دور الرقيب العسكري في كل وسيلة إعلام بخصوص اعلان الخسائر أو اجراء مقابلات مع مصادر عسكرية
اعتقال صحفي اسرائيلي بعد تسريب أرقام عن الخسائر
الاعتماد على المرتزقة.
وسأقدم نماذج من تكذيب بعضهم لبعض:
أولا: تقرير صحيفة هآرتس الاسرائيلية والمعروفة عالميا:
قالت الحكومة ان عدد العسكريين الجرحى حتى يوم 10 ديسمبر هو 1593 عسكريًا، جراح 255 منهم خطير446 متوسط892 خفيف.
لكن سجلات المستشفيات التي راجعتها الصحيفة تشير الى ان مجموع الجرحى بين الجنود هو 3117 (أي ما يعني ان الرقم الرسمي هو حوالي 50% من الحقيقة)، وبينت الصحيفة الارقام حسب المستشفى على النحو التالي:
المركز الطبي برازيليا في عسقلان فيه 1949
مستشفى اشدود 178
مستشفى تل ابيب 148
مستشفى حيفا 181
مستشفى هداسا القدس 209
مستشفى شآري تزديك في القدس 139
مستشفى بئر السبع الف
مستشفى تل هاشومير 650….الخ
ثانيا: أشارت الصحيفة طبقا لسجلات المستشفيات أن مجموع الجرحى العسكريين والمدنيين في نفس الفترة (حتى 10 ديسمبر) هو عشرة آلاف و 584 جريحا.
ثالثا: قال دافيد اورن باروخ مدير مقبرة “جبل هيرتسيل العسكرية” ما نصه: نحن نمر الآن بفترة كل ساعة الى ساعة ونصف هناك جنازة، وقد طلب مني فتح عدد كبير من القبور.. لقد دفنا 50 جنديا خلال 48 ساعة”.
رابعا: تم اعتقال أحد الصحفيين لأنه قال ان عدد القتلى في المستشفيات يفوق بشكل كبير ما تعلنه الدولة.
خامسا: كشفت صحيفة El Mundo الاسبانية المرموقة بعد لقاء لها مع مرتزق في الجيش الاسرائيلي ممن انتقلوا من اوكرانيا انه يتقاضى حوالي 16 الف و800 دولار شهريا من الجيش الاسرائيلي، ويقول للصحيفة “إن دافعي للمشاركة في هذه الحرب هو المال فقط”.
سادسا: تقول المصادر العسكرية المتعددة ان عدد خسائر المقاومة هو 5 آلاف، ومصادر اخرى انها بلغت 7 آلاف، وثالثة انها قاربت عشرة آلاف.
من الواضح أن نتنياهو وهيئة القيادة اصبحت في وضع يزداد صعوبة (كما هو حال المقاومة ايضا)، فهو عاجز عن تحقيق أهدافه المعلنة وعاجز عن تخفيف ارقام خسائره المتزايدة يوميا وعاجز عن مواجهة المجتمع الدولي له ناهيك عن عجزه عن طي ملفات داخلية تنتظره قد توصله للسجن، وعاجز عن الرد على انتقادات حادة وغير مسبوقة من النخب السياسية والعسكرية والفكرية في المجتمع الاسرائيلي.
الحقيقة أن السند الوحيد لنتنياهو إلى جانب الولايات المتحدة هو الطرف العربي الذي ينتظر هزيمة المقاومة عبر الضغط الإسرائيلي وعبر الخنق عند المعابر وعبر الالتفاف حول مشروعات تنتهي في دوارق نتنياهو.