ألغى خمسة باحثين فرنسيين مشاركتهم في ندوة أكاديمية حول تاريخ يهود فرنسا، تحت عنوان “التواريخ اليهودية لباريس” (العصور الوسطى والعصر الحديث)، والمقررة يومي 15 و16 أيلول/سبتمبر الجاري في متحف الفن والتاريخ اليهودي بباريس، مستندين إلى الحرب الدائرة في غزة وتمويل طالبة دكتوراه إسرائيلية، ما أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الثقافية والأكاديمية الفرنسية.

وأعلن متحف الفن والتاريخ اليهودي (Mahj)، الخميس، أن الباحثين برروا قرارهم بسبب ارتباط برنامج بحثي تابع للجامعة العبرية في القدس بتمويل مشاركة طالبة دكتوراه، معبّرين عن استيائهم من أي شكل من أشكال الدعم للحكومة الإسرائيلية.

وأوضح المتحف أن بعض الباحثين رأى أن مشاركته تعني “دعمًا للحكومة الإسرائيلية”، فيما اكتفى آخرون بالإشارة إلى الحرب في غزة للطعن في شروط تنظيم الندوة.

وأكد المتحف أنه على الرغم من المقاطعة، سيستمر في عقد الندوة بعد إعادة صياغتها، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة “تسيء بشكل غير منطقي إلى الوسط الأكاديمي الإسرائيلي، الذي يضم معارضين بارزين للحرب في غزة”، ومؤكدًا أن القرار خلط بين البحث الأكاديمي والمسؤولين السياسيين.

وأعربت وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، عن استيائها من المقاطعة، معتبرة أن هذه الدعوات المتكررة “تحولت إلى ذريعة لمعاداة صريحة لليهود”، مضيفة في منشور لها على منصة إكس: “لم يعد الأمر مسألة رأي، بل أصبح مسألة عدالة وسياسة جنائية”.

من جانبه، وصف يوناتان أرفي، رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (Crif)، المقاطعة بأنها سلوك يستوجب عقوبات، موضحًا أن هذه الظاهرة تعكس “هيمنة ثقافية تقوم على هوس وكراهية تجاه إسرائيل”.

كما دانت الرابطة الدولية لمناهضة العنصرية ومعاداة السامية هذه الخطوة، معتبرة أنها “تقوّض مبدأ البحث العلمي بتشكيكها في استقلاليته”.

وأشار أرييل غولدمان، رئيس المؤسسة اليهودية الفرنسية، إلى أن ربط المشاركة في الندوة بالصراع في غزة يمثل “خلطًا خطيرًا بين حقائق غير ذات صلة ويقوّض الحرية الأكاديمية”.

يُقدّر عدد اليهود في فرنسا بين 438 ألف و550 ألف نسمة، وفقًا لتعريف يشمل من يُعرفون أنفسهم كيهود دون تبني ديانة أخرى، أو من لديهم آباء يهود دون تبني هوية دينية مختلفة.

وتحتل فرنسا المرتبة الثالثة عالميًا بعد الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة من حيث عدد اليهود، وهي الأكبر في أوروبا مقارنة بأي دولة أوروبية أخرى، وفق تقرير معهد أبحاث السياسة اليهودية (JPR).

شاركها.