بأي حال جئت يا عيد – العيد في غزة لا يشبه غيره
10 أبريل 2024آخر تحديث :
غزة حيث بيعت حلويات العيد على رغم الحرب والأزمة الانسانية الخانقة، الى القدس حيث تحدّى الآلاف البرد والمطر، مرّ أول أيام عيد الفطر الأربعاء كئيبا على المواطنين الذين أقاموا الصلوات على أرواح شهداء العدوان.
في مختلف المناطق، لم يشبه عيد الفطر هذا العام أي عيد آخر، فالحرب والعدوان المستمر منذ أكثر من ستة أشهر، لا يزال متواصلا وخلف أكثر من 33 ألف شهيد.
كما تواصل قوات الاحتلال ارتكاب مجازرها اليومية بحق المواطنين في قطاع غزة، وليلة أمس استشهد 14 مواطنا معظمهم أطفال، في قصف استهدف منزلا في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وأعلنت مصادر طبية، اليوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 33,482 شهيدا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأوضحت المصادر، أن حصيلة المصابين ارتفعت إلى 76049، فيما لا يزال آلاف المواطنين في عداد المفقودين تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
وأفادت بوصول جثامين 122 شهيدا، و56 مصابا، إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، نتيجة تواصل العدوان الإسرائيلي.
قال المواطن أحمد أبو شاعر تحت خيمة بيضاء كبيرة حيث أقيمت صلاة العيد، والتي غصّت بعشرات الغزيين الذين لجأوا إلى مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة “العيد الماضي لم تكن هناك حرب، لكن هذا العام لدينا حرب مستمرة منذ ستة أشهر وهي تدخل شهرها السابع”.
وتابع: “كان مسجد الفاروق في العام الماضي ما زال على هيئته (…) قُصف من قل طائرات الاحتلال الحربية قبل شهر رمضان بأسبوعين تقريبا”.
بدوره، قال الشاب أحمد قشطة (33 عاما) وهو أب لأربعة أطفال “لم نشهد عيدا مثل هذا العيد المليء بالحزن والخوف والدمار والخراب” بسبب العدوان والمجازر التي ترتكب يوميا.
وأضاف قشطة وهو من سكان مدينة غزة نزح إلى رفح مثل مئات آلاف الفلسطينيين الذين يبحثون عن مأوى من آلة القتل الاسرائيلية “نحن نحاول أن نكون سعداء، لكن الأمر صعب”.
من جهتها، قالت عبير سقيق (40 عاما) التي تقيم في خيمة في رفح مع عائلتها، إن العيد يعني “أجواء هادئة وألعاب أطفال ومشروبات وشوكولاتة في كل بيت، لكنه (هذا العام) عيد حزن وتعب. لقد دمروا غزة… كفى حربا ودمارا”.
وقالت شقيق: “إن سكان غزة يرغبون في أن يتم التوصل إلى هدنة”.
وبدل المخبوزات التي تحضّرها الأسر عادة خلال احتفالات عيد الفطر، روى أحد السكان أنه قدّم لأطفاله سكاكر من حصص إعاشة وزّعتها الأمم المتحدة.
من جهته، قال معين أبو راس (44 عاما)، وهو أحد سكان غزة “إنه يوم خالٍ من دفء التجمعات العائلية”. وبسبب انقطاع الاتصالات والانترنت “لا نستطيع حتى الاتصال بأقاربنا”.
في القدس المحتلة، وتحت مراقبة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، توافد عشرات الآلاف من المصلين إلى باحة المسجد الأقصى.
وقالت الممرضة روان عبد ( 32 عاما ) من القدس الشرقية “إنه أتعس عيد يمر علينا. في المسجد يمكن رؤية الحزن على الوجوه”.
من جهته، أشار المواطن زكي (37 عاما) وهو من القدس المحتلة “الجميع يفكر في ما يحدث في غزة. هذا العام ليس هناك احتفال، نحن فقط سنزور أقاربنا في منازلهم. سنشعر بالذنب إذا فعلنا شيئا احتفاليا”.