انقلاب إخوان اليمن.. ارتماء في حضن “حلف التصهين”!
وطن اعتقال الشاعر اليمني راشد الحطام يفتح النقاش مجددًا حول حرية التعبير في اليمن، خاصة بعد احتفائه باتفاق وقف إطلاق النار في غزة وترديده هتافات مناهضة لأمريكا وإسرائيل.
الخطوة التي اتخذتها السلطات الأمنية التابعة لحزب الإصلاح اليمني (إخوان اليمن) أثارت ردود فعل واسعة، حيث تم احتجاز “الحطام” في سجن الأمن السياسي بمدينة مأرب دون تهمة واضحة سوى دعمه للمقاومة الفلسطينية ومناهضته للهيمنة الغربية.
الحطام، الذي عبّر عن فرحته بانتصار غزة، وجد نفسه في مأزق بسبب هتافه “الصرخة الحوثية”، وهو ما اعتبره حزب الإصلاح مخالفة تتطلب الاحتجاز. هذا التطور يعكس انقسامًا سياسيًا عميقًا في اليمن، حيث أصبح التعبير عن مواقف داعمة للمقاومة الفلسطينية مكلفًا سياسيًا، خصوصًا في ظل تأثيرات السياسات السعودية والإماراتية على حلفائهما في الداخل اليمني.
جماعة الحوثي، التي كثّفت عملياتها لدعم المقاومة الفلسطينية منذ اندلاع معركة “طوفان الأقصى”، نالت إشادات على مواقفها المناهضة لإسرائيل، وهو ما يثير تساؤلات حول موقف القوى الأخرى في اليمن. حزب الإصلاح، الذي يُتهم بأنه يخضع لتوجهات السعودية والإمارات، اختار قمع أي تحرك أو تصريح قد يُغضب حلفاءه الإقليميين، حتى لو كان ذلك يعني قمع مواقف داعمة للقضية الفلسطينية.
على مدى سنوات، تزايد الجدل حول سياسات حزب الإصلاح، الذي تحول من قوة سياسية تسعى للتغيير إلى أداة في أيدي حلفائه الإقليميين. انتقاد أمريكا أو إسرائيل أصبح أمرًا حساسًا في مناطق نفوذ الحزب، بينما تتوالى اتهامات له بالتحالف مع قوى إقليمية لا تخدم المصالح الوطنية.
قضية الشاعر الحطام تمثل اختبارًا جديدًا لقضايا الحريات العامة في اليمن، وتساؤلات حول مدى تأثير المصالح السياسية الإقليمية على حرية التعبير. ومع تصاعد ردود الفعل على اعتقاله، يبقى السؤال مطروحًا: هل سيدفع اليمنيون ثمن التعبير عن آرائهم في سياق يتسم بالتحولات السياسية والإقليمية الكبرى؟
صواريخ الحوثي تهز تل أبيب.. والاحتلال يرد بغارات عنيفة على اليمن