الولايات المتحدة تنضم لقائمة فاضحي الدور الإماراتي المشبوه في السودان (شاهد) وطن
وطن فضح المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيريللو، دولة الإمارات بشكل علني بوصفها أبرز المتورطين في الصراع الداخلي في السودان خدمة لمؤامراتها الخبيثة.
وقال بيريللو: “للأسف وجدنا الكثير من الجهات الخارجية، منها الإمارات، متورطين في الصراع في السودان، وننظر في عواقب هذه الأفعال؛ لأن رؤية بلد بهذا الحجم والأهمية الاستراتيجية في هذه الأوضاع ليس في مصلحة أحد”.
المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيريللو:
للأسف وجدنا الكثير من الجهات الخارجية، منها الإمارات، متورطين في الصراع في السودان، وننظر في عواقب هذه الأفعال؛ لأن رؤية بلد بهذا الحجم والأهمية الاستراتيجية في هذه الأوضاع ليس في مصلحة أحد pic.twitter.com/uRFFlYbE91— Gulf Post | جلف بوست (@GLFPost) May 1, 2024
توتر إماراتي بريطاني
وكانت وكالة بلومبيرغ قد أفادت بأن الإمارات ألغت اجتماعات مع عمدة لندن ومسؤولين بريطانيين آخرين مع تفاقم النزاع حول دور أبوظبي في الحرب الأهلية التي تجتح السودان.
ورأى اللورد العمدة مايكل ماينيلي، الرئيس الشرفي لمدينة لندن، خططا لعقد اجتماعات مع مسؤولي الإمارات لمناقشة التمويل الأخضر هذا الأسبوع ألغيت في اللحظة الأخيرة، وفقا لشخص مطلع على هذه المسألة.
وبشكل منفصل، تلقى وزير العلوم في المملكة المتحدة أندرو غريفيث دعوة لزيارة الإمارات لمناقشة التعاون الفضائي الذي تم إلغاءه، وفقا لشخص آخر على دراية بالوضع.
ويأتي الغبار الدبلوماسي بعد انضمام المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة في زيادة الضغط على الإمارات العربية المتحدة لسحب دعمها لقوات الدعم السريع في السودان. تهدد مجموعة الميليشيات بالانتقال إلى مدينة تضم أكثر من مليوني شخص في غرب السودان.
دعم الإمارات للدعم السريع
والإمارات هي داعم رئيسي لقوات الدعم السريع، حيث تزودها بالأسلحة والتمويل، وفقا لتقرير صادر عن محققي الأمم المتحدة اطلعت عليه بلومبيرغ.
وتشارك الولايات المتحدة في محادثات مع المسؤولين الإماراتيين حول دورهم في الحرب، في حين بدأت المملكة المتحدة مناقشات حول السودان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك.
وقد أزعجت هذه التحركات المسؤولين في أبوظبي وأدخلتهم في مرحلة ارتباط وتخبط.
والشهر الماضي، قال نائب وزير الخارجية البريطاني أندرو ميتشل، إن رئيسه، ديفيد كاميرون، أثار القضية مباشرة مع الإمارات.
وصرح عن حكام الإمارات: “يجب ألا يسمحوا للأسلحة بالدخول في هذا الصراع لأنهم إذا فعلوا ذلك فسيضرهم، وكذلك أي شخص آخر.. لذلك فهي رسالة تضعها بريطانيا بقوة كبيرة”.
الإمارات مسؤولة عن الإبادة الجماعية في السودان
وقبل أيام، قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن معظم اللوم على الإبادة الجماعية في السودان يقع على دولة الإمارات التي تدعم ميليشيا الدعم السريع.
وأشارت الصحيفة إلى تقرير جديد مفصل صادر عن مركز راؤول والنبرغ لحقوق الإنسان، وصف بشكل مخيف لكيفية قيام قوات الدعم السريع بارتكاب تطهير عرقي منهجي ضد شعب المساليت السود وغيرهم من غير العرب.
وأبرزت الصحيفة أن التقرير يذكر أسماء العديد من الجهات الحكومية المتواطئة في الإبادة الجماعية، فيما معظم اللوم يقع على دولة الإمارات، التي تمول قوات الدعم السريع من خلال سلسلة من الشركات الواجهة بينما تقوم بتزويد الأسلحة والطائرات بدون طيار والذخيرة في رحلات شحن شبه يومية عبر تشاد.
وقالت إن تواطؤ الإمارات يبرز بشكل أكبر من خلال جهودها لتغطية الفظائع التي ترتكبها قوات الدعم السريع من خلال الإشارة إلى الالتزام بعملية السلام، مع تأجيج العنف سرا.
السودان يُصعّد دبلوماسيا ضد الإمارات
وقبل أيام، صعّد السودان خطواته ضد دولة الإمارات وطلب إدانتها من مجلس الأمن الدولي على خلفية دعمها ميليشيات قوات الدعم السريع وتمويل الصراع الداخلي.
وحث ممثل السودان الدائم في الأمم المتحدة الحارث إدريس، مجلس الأمن الدولي على إدانة الإمارات رسميا والضغط عليها من أجل وقف تزويد قوات الدعم السريع بالعتاد والسلاح وتمويل المقاتلين.
وأكد إدريس خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن عن الوضع في السودان، أن إدانة الإمارات صراحة في المجلس يشكل البداية الصحيحة لوقف الحرب مع الطلب منها وقف تزويد المليشيات بالعتاد الحربي والسيارات المصفحة وتمويل المقاتلين وتوفير أدوات التشويش والصواريخ المتطورة مثل (Javelin 148).
وشدد على ضرورة صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يحث فيه أبو ظبي على الإقلاع عن إمداد الدعم السريع بالسلاح وتأجيج الحرب وإثارة القلاقل وتهجير الشعب السوداني.
وأشار إلى أن استعدادات الدعم السريع للحرب ما كانت لتحدث، لولا أن الإمارات الراعي الإقليمي لخطة العدوان المسلح٬ استمرت في تقديم الدعم العسكري واللوجستي لقوات الدعم السريع وحلفائه من المليشيات بجانب الإسناد السياسي والإعلامي والدعائي.
شكوى رسمية ضد الإمارات
وفي 29 آذار/ مارس الماضي، قدم السودان شكوى رسمية إلى مجلس الأمن ضد الإمارات متهما إياها بالتخطيط لإشعال الحرب ودعم ميليشيات قوات الدعم السريع بمساعدة من تشاد.
وهذا الشهر أكد تحقيق استخباري أن دولة الإمارات تدعم الإرهاب في السودان عبر تسليح ميليشيات قوات الدعم السريع في البلاد، وترتبط في سبيل ذلك بمجموعة مرتزقة فاغنر في عدة جبهات.
وكتب التحقيق الذي نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط، ناثان كامبل جيمس، وهو عقيد متقاعد من فيلق المخابرات التابع للجيش البريطاني، وقد خدم سابقا في عدة دول عربية مثل لبنان والسعودية وسلطنة عُمان والعراق.
وأبرز التحقيق محاولة الإمارات المتكررة نفي انخراطها العسكري على الأرض في السودان، والزعم بأن تواجدها في المنطقة له دوافع إنسانية بحتة.
وأشار التحقيق إلى أنه في أيار/مايو وحزيران/يونيو 2023، أحصت شبكة إقليمية لمراقبة الطائرات 69 رحلة قامت بها طائرات من طراز “إي أل76” (Il76) ذات الحمولة الثقيلة بين المطارات العسكرية في الإمارات وأمجاراس، وهي مدينة في جنوب شرق تشاد ومتاخمة لدارفور.