الولايات المتحدة تطالب العراق بتفكيك فصائل المقاومة: ضغوط أمريكية وإسرائيلية وتهديدات بتصعيد عسكري

وطن في تصعيد جديد وخطير، كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية يوم 21 مارس أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث طالب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال اتصال هاتفي بتفكيك الفصائل الشيعية المسلحة المعروفة باسم “المقاومة الإسلامية في العراق“.
وبحسب المصدر، فإن هذه المطالبة تأتي ضمن أولويات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تعتبر وجود هذه الفصائل تهديداً مباشراً لمصالحها في المنطقة، خصوصاً بعد تنفيذها هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على أهداف إسرائيلية خلال الثمانية عشر شهراً الماضية، ردًا على المجازر الإسرائيلية المستمرة في غزة.
ورغم أن الحكومة العراقية أبلغت الجانب الأمريكي بأنها تعمل على معالجة الملف عبر الحوار مع الفصائل، إلا أن واشنطن تصرّ على خطوات “حاسمة” تنهي وجود هذه القوى على الساحة.
تهديدات إسرائيلية مباشرة للعراق
تزامنًا مع إنهاء إسرائيل للهدنة في غزة واستهدافها لأكثر من 700 فلسطيني في يوم واحد، كشف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عن تلقي بلاده تهديدات إسرائيلية مباشرة باستهداف أراضيها. وأوضح أن بغداد تحركت دبلوماسيًا لتجنب الانخراط في مواجهة عسكرية مع “الاحتلال الصهيوني“، رغم الضغوط الشديدة.
اتهامات أمريكية وتضامن إيراني
النائب العراقي محمد عنوز اتهم واشنطن باختلاق ذرائع لـ“ابتزاز” بغداد، بينما تستمر إسرائيل في تهديد العراق دون أي ردع عربي.
وفي ظل هذه الأجواء، أجرى قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاآني، زيارة مفاجئة إلى بغداد، التقى خلالها بقيادات من الإطار التنسيقي، والحشد الشعبي، وفصائل المقاومة، حيث أبلغهم برسائل واضحة من طهران مفادها أن أي استهداف إسرائيلي للأراضي العراقية سيقابله رد إيراني مباشر.

موقف سرايا السلام والصدر
وفي ظل هذه الضغوط، أصدر الشيخ تحسين الحميداوي، معاون الجهاد في سرايا السلام، بيانًا أكد فيه تلقي تعليمات صارمة من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بمنع حمل السلاح داخل أو خارج العراق، مشددًا على ضرورة الرجوع إلى المراجع الدينية في حال تعرض البلاد لأي اعتداء خارجي.
الصدر بدوره أدان العدوان الإسرائيلي على غزة، وانتقد صمت العالم، محذرًا من أن استمرار هذا الصمت سيمكن “الصهيونية” من التوسع حتى تصل إلى حدود العراق.


التهديد الأمريكي المباشر
وبحسب وكالة “شفق نيوز“، حذّر وزير الدفاع الأمريكي رئيس الوزراء العراقي من أن أي تدخل من فصائل المقاومة في دعم جماعة “أنصار الله” الحوثية في اليمن سيُقابل برد عسكري أمريكي سريع داخل العراق، على غرار ما حدث خلال حروب لبنان وغزة.
هذا التحذير جاء بعد استهداف القوات اليمنية لحاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان” مرتين خلال 24 ساعة، ردًا على الغارات الأمريكية البريطانية التي أوقعت 51 قتيلاً و100 جريح في اليمن.
فصائل اليمن تتحدى أمريكا وإسرائيل
وتواصل القوات اليمنية استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، وكذلك تنفيذ هجمات بطائرات مسيّرة على أهداف صهيونية، في إطار الرد على المجازر في غزة، وهو ما يجعل الساحة العراقية مرشحة للانزلاق إلى صدامات إقليمية كبرى.
وفي ظل هذه التطورات، تبدو العراق أمام منعطف حاسم: إما الرضوخ للضغوط الأمريكية والإسرائيلية، أو التصعيد والدخول في مواجهة مفتوحة قد تهدد استقرارها الداخلي وتورطها في حرب إقليمية شاملة.