أشار وزير الشؤون الاستراتيجيّة في حكومة الاحتلال، رون ديرمر، المُقرّب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي من المقرر أنْ يغادر منصبه هذا الشهر، والذي كان على اتصالٍ مباشرٍ مع كبار المسؤولين في إدارة الرئيس السوريّ في المرحلة الانتقاليّة، احمد الشرع، خلال الأشهر الأخيرة، أشار إلى الزعيم السوري الليلة الماضية (من السبت إلى الأحد) في فعاليةٍ للائتلاف اليهوديّ في الحزب الديمقراطي في لاس فيغاس، وقال: “يُذكرني الشرع بالممثل اليهوديّ-الأمريكيّ، ساشا بارون كوهين، في فيلم (الديكتاتور)”.
وأضاف ديرمر، كما أفاد إيتمار آيخنر، مُحرِّر الشؤون السياسيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، اليوم الأحد، أضاف أنّ “بريطانيا لديها جيمس بوند، وإسرائيل لديها الموساد”، مُضيفًا أنّ إسرائيل “أهم حليفٍ للولايات المتحدة على مدى الخمسين عامًا القادمة”.
عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، تحدث الوزير الإسرائيليّ عن مجالات الاستخبارات، والإنترنت، والدفاع المُتقدّم، والتكنولوجيا، التي قال إنّ إسرائيل تُساهم فيها في أمن الأمريكيين، طبقًا لأقواله.
ولفتت الصحيفة العبريّة في تقريرها إلى أنّه فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية في قطاع غزّة، إلى أنّ ديرمر أوضح أنّ الخط الأصفر لن يصبح حدودًا جديدةً بين إسرائيل والقطاع: “لن يصبح الخط الأصفر خطًا أخضر جديدًا، ولن يصبح خط فصلٍ دائمٍ”، على حدّ تعبيره.
وحسب قوله، ووفقًا لقواعد الاتفاق المبرم بوساطة دولية، فإنّ حركة (حماس) ملزمة بنزع سلاحها: “إذا لم تعالج حماس هذا الأمر، فستتحرّك إسرائيل، وعندها سيتم تقليص الخط الأصفر، أمّا إذا تولت جهات غيرُ إسرائيليّةٍ هذا الأمر، فسيتم توسيع الخط الأصفر”.
وأضاف الوزير ديرمر، المعروف بأنّه من اليمينيين المتشدّدّين في حكومة الاحتلال، أنّ هذه القضية راسخة في اتفاقية وافقت عليها أوْ أيدتها عشرات الدول، ولا تخص إسرائيل وحدها: “هذا ليس قرارنا وحدنا، بل هو قضية دولية”.
وفي إشارة إلى (التوازن الاستراتيجيّ) لإسرائيل خلال العامين الماضيين، قال ديرمر إنّ البلاد “حوّلت كارثةً استراتيجيّةً إلى نصرٍ استراتيجيٍّ”. ولفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّ تصريحات الوزير ديرمر تأتي على خلفية سلسلة من الاتصالات الدبلوماسية بين إسرائيل وسوريّة، والتي جرت في الأشهر الأخيرة بوساطةٍ أمريكيّةٍ وبريطانيّةٍ وفرنسيّةٍ.
واستذكرت أنّه في شهر أيلول (سبتمبر) الفائت، عُلم أنّ الوزير ديرمر التقى في لندن وزير الخارجية السوريّ أسعد الشيباني، في إطار مساعي التوصل إلى اتفاقٍ أمنيٍّ شاملٍ.
وصرح مصدرٌ في وزارة الخارجية بدمشق لوكالة الصحافة الفرنسيّة آنذاك بأنّ “هناك تقدمًا في الاتصالات مع إسرائيل، وأنّه وسيتم التوصل إلى عدة اتفاقياتٍ قبل نهاية العام، وفي مقدمتها اتفاقيات أمنية وعسكرية”.
كما وصف السفير الأمريكي لدى تركيا، توم باراك، المبعوث الخاص لسوريّة، الاجتماع في لندن بأنّه “لحظة تاريخيّة حساسة”، مشيرًا إلى أنّ الطرفين التزما بعملية مفاوضاتٍ متسارعةٍ تهدف إلى “تخفيف التوترات والتوصل إلى تفاهم يحترم سيادة سوريّة ووحدتها، مع ضمان أمن إسرائيل والأقليات”.
ومضت الصحيفة العبريّة قائلةً إنّه بعد حوالي أسبوع، أفادت التقارير بأنّ جهود التوصل إلى اتفاق كانت على وشك النضج لعرضها على الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنها تعثرت في اللحظة الأخيرة بعد مطالبة إسرائيل بفتح ممرٍ إنسانيٍّ إلى محافظة السويداء جنوب سوريّة، حيث قُتل مئات الدروز في اشتباكاتٍ وقعت بشهر تموز (يوليو) المنصرم.
وشدّدّت الصحيفة في تقريرها على أنّ سوريّة رفضت الطلب، مُدّعيةً أنّه ينتهك سيادتها، وصرح مسؤولون أمريكيون بأنّ الطلب الإسرائيليّ نسفَ الإعلان المتوقع عن الاتفاق.
كما أوضحت أنّه قبل بضعة أسابيع، وفي مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على قناة (سي بي إس) الأمريكيّة، تطرّق الشرع إلى الهجمات الإسرائيليّة على القصر الرئاسيّ في دمشق، مُشيرًا إلى أنّه كان في إحدى المرات قريبًا من النقطة التي تعرّضت للهجوم.
وقال إنّ مثل هذا الهجوم “ليس رسالةً بل إعلان حرب”، مُضيفًا أنّ “سوريّة لا تُريد أنْ تُشكّل تهديدًا لإسرائيل أوْ لأيّ أحدٍ”، على حدّ تعبيره.
