النجم الإعلامي البريطاني “لينيكر” يُستبعد من بي بي سي وتغطية كأس العالم بعد تضامنه مع فلسطين

بعد سنوات من الحضور الإعلامي المرموق، يغادر الإعلامي البريطاني غاري لينيكر هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” تحت ما وصف بأنه “اتفاق ودي”، لكنه قد لا يبدو للبعض إلا غطاءً لإقصاء محسوب جاء على خلفية مواقفه العلنية الداعمة للقضية الفلسطينية، في ظل تصاعد حملات الاستهداف ضده من اللوبي الإسرائيلي.وأكدت صحيفة الغارديان أن لينيكر سيقدّم يوم الأحد المقبل آخر حلقة له من برنامج “مباراة اليوم” (Match of the Day)، في ختام مسيرة استمرت 26 عامًا، بعد أن وجد نفسه في مرمى الاتهامات، بسبب إعادته نشر مقطع ينتقد الصهيونية، ويتضمن صورة رمزية اعتبرها البعض “معادية للسامية”.
الاستهداف كان جاهزًا.. والمنشور كان الذريعة
اتفاق ودي؟
ورغم استخدام تعبير “اتفاق ودي متبادل”، فإن الوقائع تشير إلى أن قرار استبعاد لينيكر من تقديم تغطية كأس العالم 2026 وكأس الاتحاد الإنجليزي 2025–2026، جاء إرضاءً للضغوط السياسية والإعلامية، لا نتيجة تفاهم فعلي.
مصادر صحفية أكدت أن لينيكر قدّم استقالته لتجنيب المؤسسة مزيدًا من الإحراج، لكنه فعل ذلك تحت ضغط واضح.
نتنياهو
وكان نتنياهو قد حذف في وقت سابق تغريدة دعا فيها إلى مقاطعة إسرائيل في كرة القدم الدولية، بعد انتقادات شديدة من أعضاء البرلمان.
سجل من التضامن مع فلسطين
لينيكر لم يكن صامتًا في القضايا السياسية والإنسانية، بل لطالما استخدم صوته للدفاع عن حقوق الإنسان، وكان من بين أبرز الأسماء التي وقّعت في فبراير الماضي على رسالة تطالب “بي بي سي” بإعادة بث فيلم وثائقي عن غزة بعنوان “كيف تنجو في منطقة حرب“، بعدما أزالته المؤسسة عقب ضغوط إسرائيلية.
كما سبق أن عُلّق ظهوره مؤقتًا في مارس 2023 بسبب انتقاده لسياسة الحكومة البريطانية تجاه اللاجئين، في حادثة أثارت حينها جدلًا واسعًا حول حرية التعبير داخل “بي بي سي”.
رفضت “بي بي سي” التعليق على القضية عند سؤالها من قبل الغارديان، في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الموجهة لإدارتها بشأن كيفية التعامل مع حرية التعبير ومواقع التواصل الاجتماعي، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا السياسية والحقوقية الحساسة.
يذكر أن لينيكر البالغ 64 عاما، بدأ تقديم “ماتش أوف ذا داي” عام 1999، واحتفظ طيلة سبع سنوات متتالية بلقب الأعلى أجرا بين العاملين في “بي بي سي”.
وواجه سابقا تعليقا مؤقتا من عمله عام 2023 بعد انتقاده سياسات الحكومة البريطانية المتعلقة باللاجئين، في مخالفة لما تعتبره “بي بي سي” معايير حياد إعلامي.
وسيخلفه في تقديم البرنامج كل من مارك تشابمان، كيلي كيتس، وغابي لوغان، في نقلة نوعية لأسلوب تقديم البرنامج الشهير.
حملة معادية
في الأسبوع الماضي، أعاد لينيكر نشر مقطع فيديو عبر منصاته الرقمية، يتضمن نقدًا واضحًا للصهيونية، ويتخلله رسم لفأر، وهو ما سرعان ما استُخدم ضده لتوجيه تهمة “معاداة السامية”، رغم أن لينيكر سارع إلى حذف المنشور وأكد في بيان رسمي أنه “لم ولن يشارك عمدًا في نشر أي مادة تحمل كراهية تجاه اليهود”.
لكن ذلك لم يكن كافيًا لوقف موجة الهجوم المنظمة، حيث أُطلقت حملة موقّعة من أكثر من 10 آلاف شخص تطالب بإقالته فورًا، فيما التزم مدير “بي بي سي” العام، تيم ديفي، نبرة حادة قائلًا: “من يرتكب خطأً يكلف المؤسسة الكثير… يجب على الجميع الالتزام بسياساتنا”.