من المقرر أن تستضيف العاصمة المصرية القاهرة، خلال الأيام القليلة المقبلة، حواراً وطنياً فلسطينياً شاملاً، سيبحث بشكل أساسي القضايا المصيرية المتعلقة بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لوقف الحرب في غزة ومستقبل القطاع، في ظل موافقة «حماس» على التنازل عن حكمه.

وتقول مصادر فلسطينية من عدة فصائل، بينها «حماس»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مصر وجّهت دعوات لمعظم الفصائل الفلسطينية للمشاركة في المؤتمر الذي سيُعقد الأسبوع المقبل في القاهرة»، مشيرةً إلى أن «الموعد النهائي لم يُحدد لأسباب تتعلق ببعض التحضيرات الخاصة بتنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار».

مَن سيحضر؟

وأوضحت المصادر أن اللقاء جاء أساساً بناءً على طلب وفد حركة «حماس» المفاوض، الذي دعا القاهرة إلى جمع كل الأطراف، بما في ذلك حركة «فتح» وفصائل «منظمة التحرير»، لبحث القضايا المصيرية المرتبطة بمستقبل القضية الفلسطينية.

وأشارت المصادر إلى أن ردّ «حماس» على خطة ترمب أكّد ضرورة مناقشة تلك القضايا في إطار وطني فلسطيني، وبرعاية عربية وإسلامية.

ووفقاً للمصادر، فإن اللقاء «سيبحث شكل ودور وأسماء أعضاء اللجنة التي ستُشكَّل لإدارة قطاع غزة، إلى جانب قضية سلاح المقاومة، ومستقبل قطاع غزة، والوضع الفلسطيني برمته في أعقاب انتهاء الحرب واليوم التالي لها».

وتُمثل تلك القضايا السابقة بنوداً إشكالية وشائكة في خطة ترمب.

وفي 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، كشفت مصادر عدة من حركة «حماس» تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، أن الحركة تسعى إلى الحصول على «إجماع الفصائل الفلسطينية» لتتجرّع كأس بنود «إشكالية»؛ منها «نزع السلاح» ضمن خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف الحرب في غزة.

صيغ واضحة بشأن السلاح

وتؤكد مصادر من «حماس» أن الحركة تبحث مع الوسطاء صيغاً واضحة بشأن قضية سلاحها ومصير قياداتها المتبقية في قطاع غزة، لافتةً إلى أن «هناك انفتاحاً من قبل الوسطاء وحتى الولايات المتحدة بشأن ما يمكن أن يصاغ بهذا الشأن».

وتُقدر المصادر أنه «ستكون لنتائج اللقاء الوطني الفلسطيني المرتقب انعكاسات مهمة على نتائج المفاوضات المرتقبة في مرحلتها الثانية من وقف الحرب على قطاع غزة».

خطة المستقبل

وقال رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة «حماس»، حسام بدران، في بيان، إن الحركة تواصلت منذ إعلان خطة ترمب مع مختلف الفصائل والشخصيات الوطنية، وأجرت لقاءات واتصالات وتبادلت الرسائل مع الفصائل والقيادات والنخب المستقلة، مؤكّداً حرصها على عقد حوار وطني شامل في القاهرة، لبحث جميع التفاصيل المتعلقة بالاتفاق وخطة المستقبل، بما يضمن توافق الجميع على الخطوات والمراحل المقبلة.

وأضاف -في تصريح صحافي له- أي قرار فلسطيني يجب أن يعبر عن وحدة الموقف، ويشمل كل الفصائل والنخب والشعب الفلسطيني.

«منظمة التحرير» ترحب

من جانبها، رحَّبت اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير الفلسطينية»، بالدعوة المصرية لبدء الحوار الوطني الفلسطيني الشامل بين جميع الفصائل الفلسطينية، مؤكدةً أهمية هذه الخطوة، و«ضرورة الإسراع في تنفيذها، بما يُعزز وحدة الأرض والشعب الفلسطيني في الدولة الفلسطينية المحتلة (الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة)، وتمهيد الطريق لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وفي مقدمتها حل الدولتين»، وفق نص بيانها.

شاركها.