اخبار

“الغارديان”: حرب غزة توسع المواجهة على كل الجبهات وتقرب الشرق الأوسط من الهاوية

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا لمراسلها في واشنطن جوليان بورغر قال فيه إن الشرق الأوسط يقترب شيئا فشيئا من حافة حرب إقليمية واسعة بسبب الحرب في غزة. وقال إن التصعيد قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل تجر الولايات المتحدة للحرب.

وقال إن الشرق الأوسط يقترب نحو الهاوية، منذ هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر والرد الإسرائيلي الشرس مما دفع المواجهة إلى الاقتراب من السقوط إلى الهاوية.

 وبعد ساعات من اندلاع الحرب في غزة، بدأ حزب الله اللبناني بإطلاق النار ضد البلدات في شمال إسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين، مما أدى لرد إسرائيلي، إلى جانب هجمات من الحوثيين ضد السفن التجارية التي يفترض أنها مرتبطة بإسرائيل. وحركت إسرائيل حاملتي طائرات والقوى البرية المرافقة إلى المنطقة حيث تعرضت القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا والعراق للهجمات، ما قاد لرد انتقامي من واشنطن.

 وفي نفس الوقت، اندلعت الاحتجاجات في الضفة الغربية، وحاول اليهود المتطرفون استغلال الموجة من خلال السيطرة على أراضي الفلسطينيين وترويع السكان. وفي كل مسرح من هذه المسارح، هناك إمكانية لإشعال أي منها نيران الحرب في الشرق الأوسط. وكشفت الأيام الأخيرة عن إمكانية الاشتعال وجر الولايات المتحدة لحرب مع إيران. فقد قتلت إسرائيل قياديا في الحرس الثوري بغارة على دمشق. وتوعدت إيران بالرد على مقتل القيادي البارز رضى موسوي الذي كان مسؤولا عن التنسيق مع حزب الله والنظام السوري.

 وفي الوقت نفسه يقوم حلفاء إيران في اليمن، بمهاجمة السفن التجارية بشكل قاد إلى إطلاق التحالف الأمريكي المعروف بـ “حارس الازدهار”، أصدرت القيادة المركزية بيانا قالت فيه إن واشنطن “لديها كل الأسباب التي تدعو للاعتقاد أن الهجمات التي يشنها الحوثيون تدعمها إيران بشكل كامل”. ولو ضربت بارجة حربية، فسيكون الرئيس جو بايدن عرضة للضغوط للرد، في وقت يدخل عاما انتخابيا، حيث يحاول الجمهوريون النظر إلى أي نقطة ضعف.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في مقال نشرته صحيفة أمريكية الصقور في إسرائيل والولايات المتحدة لمواجهة إيران مباشرة وإلا فإنهم سيتعاملون مع خطرها والجماعات التابعة لها بشكل دائم.

وفي مقال نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” قال إن على “الولايات المتحدة وإسرائيل وضع هدف واضح للإطاحة بنظام الشر الإيراني. وهذا ليس ممكنا فحسب، بل هو ضروري لسلامة وأمن الشرق الأوسط، ولكل العالم المتحضر”.

وفي اجتماع يوم الجمعة بمجلس الأمن الدولي لمناقشة العنف في الضفة الغربية تحول الجدال بشكل سريع للوضع الإقليمي. وقال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة جلعاد إردان إن الحديث عن عنف المستوطنين في الضفة الغربية هو محاولة لحرف الانتباه عن تهديد حزب الله اللبناني. وقال إن “الوضع في شمال إسرائيل وصل نقطة اللاعودة”، في تكرار لما يقوله الإسرائيليون حول أنهم قد يتصرفون بأنفسهم ويقيمون منطقة عازلة في جنوب لبنان.

وقال المبعوث الإسرائيلي: “لو استمرت الهجمات، فإنني أكرر أن الوضع سيتصاعد وقد يقود إلى حرب شاملة. ويجب تحميل لبنان المسؤولية عن العدوان الذي ينبع من أراضيه”. وقال محمد خالد الخيري، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، أمام المجلس، إن معظم تبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل تم حول الحدود، إلا أن بعض الضربات دخلت الحدود “مما يثير منظور نزاع لا يمكن السيطرة عليه وبتداعيات مدمرة لسكان البلدين”. وأضاف خيري أن “مخاطر سوء التقدير ومزيد من التصعيد في تزايد مع استمرار النزاع في غزة”.

وعبرت لانا نسيبة، مبعوثة الإمارات عن عدم ارتياحها من غياب التحرك لمنع انتشار “جحيم غزة” من التوسع للضفة الغربية ولبنان وبقية الشرق الأوسط. وقتل في الضفة الغربية منذ بداية الحرب في غزة حوالي 304 فلسطينيين من بينهم 79 طفلا، حسب أرقام الأمم المتحدة، مقابل أربعة إسرائيليين. ويبدو من “غير التناسب في عدد القتلى” أن إسرائيل تخوض عملية مفرطة في القتل لمنع ظهور انتفاضة جديدة في الضفة الغربية احتجاجا على الوضع في غزة، وذلك حسب خالد الجندي، الزميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى “العقلية الإسرائيلية هي اعتقادهم بأنهم يمنعون انتفاضة ثالثة” و”أعتقد أن الطريقة التي يتصرفون بها تتسبب بواحدة”.

وأشار إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كعنصر يتسبب في إشعال الأمور بالمنطقة. فهو يتحمل المسؤولية عن هجوم حماس ويواجه إمكانية سقوط السلطة حالة انتهاء الحرب، لكن التصعيد يبقيه فيها. و”بصراحة، إنه نتنياهو الذي يملي الشروط على كل الجبهات- غزة والحدود مع لبنان وفي كل المنطقة، ولأسباب تتعلق بنتنياهو، فهذه هي حربه” و”أعتقد أن كل يوم يمضي نقترب من توسيع الحرب في المنطقة وتحولها لفوضى كاملة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *