العُلا.. هل تتحوّل “واحة الأنبياء” إلى ورقة نبوءات في مشروع أبراهام؟


وطن مدينة العلا، جوهرة الآثار النبطية في قلب الجزيرة العربية، لم تعد مجرد مقصد للسياح أو مهرجان للفنون، بل تحوّلت إلى محور لنقاشات دينية واستراتيجية تُثير كثيرًا من الجدل. فما الذي يحدث حقًا في هذه المدينة التي تعود جذورها إلى قوم ثمود وتُذكَر في التوراة بأسماء مثل تيماء ودادان؟
وفق معتقدات يهودية وإنجيلية، فإن العُلا جزء من نبوءة دينية يجب أن تتحقّق لظهور “المسيح المنتظر“. ويعتقد هؤلاء أن هذه الأرض — ديار بني إسماعيل — يجب أن تعود إلى دائرة النفوذ الروحي اليهودي حتى يُبنى “الهيكل الثالث”. ومن هنا، تتّجه أنظار رموز دينية إلى المدينة التي تشهد تغيرًا سريعًا يتجاوز المألوف.
منذ إطلاق رؤية 2030، بدأت العلا في التحوّل إلى منصة للاستعراض والاحتفالات، واستقبلت مهرجانات موسيقية وفنية ضخمة، بالتوازي مع زيارات وفود دينية يهودية تحت شعار “الحوار بين الأديان”، لكنها في نظر البعض تُمهد لشيء أعمق بكثير.
مؤرخون وعلماء دين حذّروا من أن العُلا تقع ضمن ديار ثمود، القوم الذين أهلكهم الله، وزيارتها للترفيه محرمة شرعًا. التحذيرات لم تتوقف عند حدود الفقه، بل امتدت إلى التنبيه من أن الطقوس المستوردة تمسّ بثوابت العقيدة الإسلامية وتُشكّل ترويجًا بطيئًا لنمط ثقافي جديد.
في هذا السياق، تُطرح العلا كورقة في مشروع “اتفاقيات أبراهام”، التي تُعيد تشكيل خريطة المنطقة على أسس دينية وسياسية. فالمشروع لا يقتصر على التطبيع السياسي، بل يتجاوز ذلك إلى استخدام الرمزية الدينية لتبرير التحولات الجيوسياسية.
وبين ترويج “النبوءة” والحديث عن مشاريع استثمارية، يجد المراقب أن المدينة تُستخدم كـأداة ناعمة لإعادة تشكيل الوعي والهوية. فالعُلا لم تعد واحة أثرية فقط، بل ساحة تتقاطع فيها الأساطير والتاريخ وصراعات النفوذ.
فهل ما يجري مقدّمة لتغيير أخطر؟ وهل يدفع الشعب ثمن لعبة نبوءات تُرسم في عواصم كبرى باسم السلام والازدهار؟
حلم الكيان يتوسع.. هل تربط السعودية أنبوب غاز بإسرائيل؟