في قصةٍ مثيرة تعكس أبعاد التطبيع الخفي، يعود اسم رجل الأعمال الإماراتي محمد علي العبّار إلى الواجهة، ليس كمستثمر عادي، بل كأحد أبرز مهندسي الاختراق السياسي الخليجي نحو إسرائيل.
بدأت الحكاية عام 2005، مع الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من قطاع غزة. وبينما كانت تل أبيب تبحث عن مخرج لمستوطناتها الـ21 وبناها التحتية، ظهر العبّار بمبادرة لشراء المستوطنات “الخالية والسليمة”، في خطوة وُصفت بأنها اقتصادية في ظاهرها، سياسية في جوهرها.
لقاءاته مع شخصيات إسرائيلية بارزة، أبرزها شمعون بيريس، ومبادرته المشتركة مع الحاخام إيلي إبستين تحت اسم “أطفال إبراهيم”، شكّلت اللبنة الأولى لما عرف لاحقًا بـالاتفاقات الإبراهيمية.
من تمويل أول معبد يهودي في دبي عام 2008، إلى التبرع بملايين الدولارات لمبادرات “الأمن الغذائي الإسرائيلي”، بدا واضحًا أن العبّار لا يقتفي أثر المال فقط، بل يمدّ جسورًا استراتيجية تحت شعار “لم شمل الأسرة الإبراهيمية”.
اليوم، يواصل العبّار تمدده الاقتصادي في مصر، وسط تساؤلات حادة: من يعبر بمن؟ ومن المستفيد الحقيقي من هذه الجسور؟
بين التطبيع الناعم والاستثمار المغلف بشعارات دينية، يبدو أن عبور العبّار لم يكن عابرًا… ولا مجانيًا.