اخبار

العالم يضبط إيقاعه على توقيت.. الدرعية

كانت المصافحة بين وزيري الخارجية الأمريكي والروسي هي الصورة الأشهر، بعد قطيعة سنوات، توقفت فيها خطوط الوصل والاتصال، حتى حانت اللحظة المفصلية في «قصر الدرعية» لتعيد للقوتين العظميين لغة الحوار، في عالم لا ينقصه القلق، ولا المشاغبة.

بكل تأكيد فإن ذلك الاجتماع كان اختراقاً دبلوماسياً مهماً، تمكّنت فيه السعودية من فرض حضورها الدولي قوةً دبلوماسيةً وسياسيةً، في العالم والإقليم، وذلك بسبب سياسة الحياد الإيجابي التي تنتهجها الرياض، ما مكّنها من أن تكون وسيطاً لديه مصداقية كبيرة في شؤون العالم. من خلال هذه الاستراتيجية، عززت السعودية مكانتها قوةً إقليميةً مؤثرة لها دور كبير في تحقيق الاستقرار الدولي.

إن أخطر ما يمكن أن يحدث لعالم اليوم هو غياب لغة الحوار بين القوى العظمى، التي تمتلك كل وسائل التقنية والتدمير، وإذا غاب الحوار والتفاهم فإن حركة خاطئة على لوحة الشطرنج قد تحيل العالم إلى رماد. لقد جعل السلاح النووي من الحرب الذرية تجسيداً حقيقياً لنهاية العالم، ودماره؛ لذلك تعد التفاهمات الدبلوماسية أهم ملاذ من أجل عالم مستقر.

ولكن كيف تمكّنت المملكة العربية السعودية من فعل ما عجزت عنه دول العالم؟

لقد تمكّنت الرياض من ذلك بسبب دورها المهم في العالم من خلال احتفاظها بعلاقات متوازنة بين الشرق والغرب، وهو ما مكّنها من أن تحصل على ثقة تؤهلها للعب دور الوسيط بكل مصداقية. ولعل اختيار المملكة العربية السعودية مكاناً للمباحثات بين واشنطن وموسكو يحمل دلالات استراتيجية عميقة، تعكس دورها المتنامي إقليمياً ودولياً، وتأثيرها في المشهد العالمي وحل الصراعات الدولية.

اتبعت السعودية سياسة الحياد الإيجابي في تعاملها مع الأزمة الروسية الأوكرانية؛ إذ لعبت دوراً دبلوماسيّاً بارزاً في تهيئة الأجواء لإنجاح اللقاءات بين الأطراف الدولية، بما في ذلك الاستعدادات لقمة بين الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين.

المؤمل من قمة ترمب – بوتين لوقف الحرب الروسية الأوكرانية هو تحقيق تفاهمات قد تؤدي إلى تهدئة النزاع، خاصة في ظل تباين المواقف الأوروبية عن التوجهات الأمريكية. هناك إمكانية لوضع إطار لوقف إطلاق النار أو اتفاق مرحلي يقلل من التصعيد، وبحث حلول تضمن مصالح روسيا وأوكرانيا مع تحقيق توازن جيوسياسي. كما قد تعرض واشنطن تخفيف بعض العقوبات على روسيا مقابل خطوات ملموسة نحو السلام.

مع ذلك، فإن نجاح القمة يعتمد على مدى استعداد موسكو وواشنطن لتقديم تنازلات واقعية وسط تعقيدات الموقف الأوروبي. وبالتأكيد فإن مراعاة المصالح الروسية في محيطها الجغرافي أمر بالغ الأهمية، ذلك أن تمدد حلف الناتو خلال السنوات الأخيرة، زرع بذوراً من الشك في مصداقية الغرب في طلب السلام.

إن العالم بأكمله يتطلع للدور المحوري الذي يلعبه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بصفته زعيماً شاباً يرغب في تعزيز الاستقرار في العالم، ويمتلك علاقات قوية مع قادته؛ والهدف هو بسط السلام على هذا العالم المشوّش القلق.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر موقعنا وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *