غزة تحت الشمس الحارقة، وبين رصاص القنّاصة، ينتظر الغزّي ما يُفترض أن يكون “مساعدة إنسانية”، لكنه سرعان ما يتحوّل إلى شحنة موت أخرى.
لم يعد المشهد غريبًا في غزة؛ الجوعى يتدافعون خلف أكياس طحين قد لا يصلون إليها أحياء. المساعدات التي تهبط من السماء لا تنقذ الأرواح، بل تزهقها. تُرمى المعونات من دون أي تأمين، وتتحول نقاط التوزيع إلى ساحات اشتباك، تُراق فيها الدماء كما يُهدر الطحين.
منظومة كاملة دولية، احتلالية، وميليشيوية تُحكم قبضتها على رقاب الناس. عصابات تنهب، وجيش يمنع التأمين، ومؤسسات تتستر بشعارات إنسانية، بينما تنفّذ أجندات الموت.
مبادرة تدعى “غزة الإنسانية”، بإدارة إسرائيليةأميركية، تُشرف على أربع نقاط توصف بأنها “مصائد موت”، يُجبر الغزّي فيها على الرهان بحياته لأجل كيس عدس، يُباع لاحقًا في السوق السوداء بمئات الدولارات.
إنها ليست مساعدات. إنها رسائل إعدام مغلّفة بغطاء “إنساني”. فلتتوقفوا عن ادّعاء البطولة. أنتم لستم المنقذين… أنتم من فجّر الطرد الأول.