أفادت مصادر سورية مقربة من وزارة الداخلية باكتشاف مخبأ صواريخ مضادة للطائرات في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي. الصواريخ، من طراز سام 7، والتي تُعد من الأسلحة الخطيرة، يُعتقد أنها كانت مُعدة للتهريب إلى الجماعات المسلحة في لبنان، تحديدًا حزب الله، وفقًا لهذه المصادر. يأتي هذا الاكتشاف في سياق جهود متزايدة لتأمين الحدود السورية ومنع تدفق الأسلحة غير المشروعة.
عملية الضبط وتفاصيل التهريب
أعلنت وزارة الداخلية السورية في وقت سابق عن مداهمة لمخزن أسلحة في البوكمال، مما أسفر عن ضبط كمية من صواريخ سام 7. وذكرت الوزارة أن العملية جاءت بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة حول وجود هذه الأسلحة وخطط لتهريبها خارج البلاد. يجري حاليًا التحقيق في ملابسات القضية لتحديد كافة المتورطين في شبكة التهريب هذه وتقديمهم للعدالة.
الدور المحتمل للميليشيات الإيرانية
رجحت المصادر أن تكون هذه الصواريخ جزءًا من عمليات تهريب منظمة جرت خلال سنوات الحرب السورية، حيث كانت الميليشيات الإيرانية تسيطر على منطقة البوكمال الحدودية. وتستخدم هذه الميليشيات شبكة واسعة من الأنفاق لتهريب الأسلحة والأفراد بين سوريا والعراق، قبل أن تضعف سيطرتها بعد استهدافات متعددة.
وبحسب المصادر، فإن هذه الأنفاق لعبت دورًا حيويًا في تزويد الجماعات المسلحة الموالية لإيران بالأسلحة والمعدات. ويشير هذا إلى احتمالية وجود روابط قوية بين شبكة التهريب الحالية والأنشطة السابقة للميليشيات في المنطقة. وكانت البوكمال مركزًا للوجود الإيراني المكثف، وتحديدًا من خلال ما يُعرف بـ “قاعدة الإمام علي” القريبة من الحدود العراقية.
تهريب الأسلحة إلى لبنان
يركز التحقيق بشكل خاص على الأدلة التي تشير إلى أن الوجهة النهائية للصواريخ المضادة للطائرات هي حزب الله في لبنان. لطالما اتُهم الحزب بتلقي دعم عسكري من إيران عبر الأراضي السورية، وهو ما نفاه الحزب باستمرار. يشكل هذا التهريب المحتمل تصعيدًا في التوترات الإقليمية، وخاصة مع وجود تقارير عن استعدادات إسرائيلية لعمل عسكري ضد الحزب.
وكانت هناك تقارير سابقة عن محاولات لتهريب أسلحة ومواد أخرى إلى لبنان عبر الحدود السورية اللبنانية. وتسعى السلطات اللبنانية إلى إحكام السيطرة على الحدود لمنع هذا التدفق، ولكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب الوضع الأمني المعقد في المنطقة. يُعد تأمين الحدود السورية اللبنانية أولوية رئيسية لكل من دمشق وبيروت.
الجهود السورية لتأمين الحدود
أكدت وزارة الداخلية السورية على التزامها بمكافحة جميع أشكال التهريب والأنشطة غير المشروعة. وتنفذ السلطات السورية عمليات بحث وتفتيش مكثفة على طول الحدود، وتعمل على تفكيك شبكات التهريب واعتقال المتورطين. وتأتي هذه الجهود في إطار خطة شاملة لتأمين البلاد واستعادة الاستقرار بعد سنوات من الحرب والاضطرابات.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى السلطات السورية إلى التعاون مع دول الجوار لتبادل المعلومات وتنسيق الجهود لمكافحة التهريب عبر الحدود. وهذا يشمل العمل مع العراق والأردن ولبنان لتعزيز الأمن الحدودي ومنع تدفق الأسلحة والمخدرات.
التطورات المستقبلية
من المتوقع أن تستمر التحقيقات السورية في قضية تهريب الصواريخ المضادة للطائرات خلال الأيام والأسابيع القادمة. وسيتم التركيز على تحديد هوية جميع المتورطين في شبكة التهريب، والكشف عن مصادر تمويلهم ودعمهم اللوجستي. ومن المرجح أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تشديد الإجراءات الأمنية على طول الحدود السورية مع العراق ولبنان. يجب مراقبة ردود فعل الأطراف الإقليمية، وخاصةً إسرائيل وحزب الله، على هذا التطور، بالإضافة إلى جهود السلطات السورية لملاحقة بقايا الخلايا النائمة المرتبطة بشبكات التهريب.
