“الشيكل” من أين أتى وكيف تحور؟
بدأت “إسرائيل” التعامل بالعملة الجديدة “شيكل” فقط في 22 فبراير عام 1980، وأخذ الاسم من الكتاب الأول من العهد القديم، ولم يكن في تلك لعصور الغابرة معيارا نقديا بل مقياسا للوزن.
يقول ذلك النص التوراتي: “أخذ الرجل قرطا من الذهب يزن نصف شيكل، وسواران على يديها يزنان عشرة شيكل من الذهب”.
الشيكل لا يخص اليهود فقط، بل ارتبط تاريخيا بجميع الشعوب السامية القديمة في المنطقة، وعثر على ذكر مبكر له بين السومريين والفينيقيين والحثيين وشعوب كنعان القديمة، وبالنظر إلى عدم استخدام العملات المعدنية في ذلك الوقت، فقد كان الشيكل يعني مقياسا للذهب أو الفضة أو الحبوب أو أي مادة أخرى للتبادل.
تاريخ العملة في إسرائيل:
في السنوات الأولى بعد قيام دولة إسرائيل، تم اعتماد التعامل بـ “الجنيه الفلسطيني” الذي كان يصدره البنك الأنجلو فلسطيني، وكانت قيمته الإسمية تساوي جنيه واحد إسترليني.
استمر هذا الحال إلى عام 1952، حين استبدل “الجنيه الفلسطيني” بـ”الجنيه الإسرائيلي”، وكان يعرف أيضا بـ”الليرة الإسرائيلية”.
في تلك السنوات علت أصوات في إسرائيل وصفت الجنية والليرة بأنهما اسمين دخيلين، وطالبت بتبني اسم يهودي للعملة الإسرائيلية. الاسم عثر عليه بسرعة وكان “الشيكل” الذي أصدر الكنيست في عام 1969 قانونا باعتماده عملة للدولة.
بعد ذلك مرت 11 سنة ولم يتم إدخال “الشيكل” في التداول النقدي الرسمي، إلى أن جاء عام 1978، حين أعلن رئيس لوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت مناحيم بيغن التصديق على قرار الكنيست.
تلك العملية التي توصف بأنها كانت سرية لسنوات، اكتملت عمليا باستبدال الليرة بالشيكل في 22 فبراير 1980 بسعر صرف “10: 1″، فيما دخلت العملة الجديدة التداول رسميا في 24 فبراير من نفس العام.
التحول الثاني بعد الولادة جرى في 4 سبتمبر عام 1985، بسحب الشيكل “القديم” بالكامل من التداول النقدي الرسمي واستبداله بـ”شيكل” جديد من أربع فئات هي 20، و50 و100، و200، كما استبدلت الأموال القديمة بمعدل 1000: 1، وكل شيكل يساوي 100 أغورة.
المضمون الرئيس في هذا التاريخ النقدي الإسرائيلي، أنه كان في سياق عملية متواصلة لطمس كل ما يمت لفلسطين بصلة، ليخلو الجو لإسرائيل بتاريخ أحادي لا يعترف بالآخرين ولا يرى لهم أثرا.