29 سبتمبر 2025Last Update :

 قال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن العالم مطالب اليوم بأن يقف مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والانتهاكات اليومية، لضمان مستقبل آمن وكريم لكل الفلسطينيين.

وأضاف منصور، في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي في جلسته الشهرية حول القضية الفلسطينية، اليوم الاثنين، أن فلسطين تثمّن مواصلة الأمين العام تقديم تقاريره الفصلية بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2334، معتبراً أن هذه التقارير توفر متابعة مستمرة للانتهاكات الإسرائيلية وتوثيقاً دقيقاً لما يجري على الأرض.

وأردف أن هذه المتابعة مهمة على الرغم من أن فلسطين لن تحتفي بها، فهي تأتي في وقت يعيش فيه الشعب الفلسطيني يوميا واقعا مأساويا قاسيا في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث يُختطف الأطفال والنساء والرجال ويُجتثون من جذورهم، وتتحول الأحياء إلى ركام، وتتحطم الأرواح، وتُسلب الأراضي، وتُدمر المنازل.

ووصف منصور هذا الوضع بأنه “الواقع المظلم للحياة في فلسطين تحت الاحتلال”، مؤكداً أن هذه المأساة اليومية لا يمكن القبول بها ولا يمكن السكوت عنها“.

وأوضح أن محاولات إنكار حقوق الفلسطينيين ووجودهم على الأرض ما تزال مستمرة، وأن هذه المحاولات تمثل محاولة مستمرة لإنكار دماء الشعب الفلسطيني وانتهاك حقوقه الإنسانية الأساسية.

وقال منصور إن الشعوب جميعها مكفول لها حقوق غير قابلة للتصرف، وإن الشعب الفلسطيني ليس أقل حقاً أو استحقاقاً من أي شعب آخر في العالم، مضيفا أن الفلسطينيين لهم الحق في الحياة والحرية والكرامة والأمن، وأن ما يعانيه الشعب الفلسطيني من الموت والدمار ونزع الملكية والاستعمار واليأس والنزوح هو نتيجة مباشرة للسياسات الإسرائيلية، وليس قدراً محتوماً، مؤكدا أن هذا الواقع يمكن تغييره عبر العمل الدؤوب والمستمر من أجل إنهاء الإبادة الجماعية في فلسطين ووقف الانتهاكات اليومية.

وأشار منصور إلى أن فلسطين اختارت التحرك السلمي لمواجهة هذه الانتهاكات، مؤكدا أن العالم لم يعد بحاجة لمزيد من الموت والدمار، بل يحتاج إلى سلام يؤدي إلى حرية وأمن للشعب الفلسطيني.

وأضاف أن السلام يجب أن يكون هدفا مشتركا يتحول إلى واقع ملموس، وأن الالتزام بالسلام لا يقتصر على الكلمات أو البيانات، بل يجب أن يُترجم إلى أفعال يومية على الأرض، خاصة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.

وأكد أن الشعب الفلسطيني يتطلع إلى أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته كاملة لضمان حماية المدنيين ووقف الانتهاكات المستمرة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والضفة الغربية.

وأشار منصور إلى أن فلسطين تثمن جهود الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي عقدت المؤتمر الدولي وشاركت في تقديم الدعم السياسي والمالي والالتزامات بحماية الفلسطينيين ووقف المجازر، مشيدا بالدول التي اعترفت بدولة فلسطين، وبالجهود الدولية التي تهدف إلى تعزيز حل الدولتين وفرض احترام القانون الدولي.

ولفت إلى أن إعلان نيويورك الذي أقرته 142 دولة هو خطوة تاريخية تشكل خارطة طريق واضحة نحو التنفيذ الكامل، ويضع الأسس اللازمة لإنهاء الحرب على الشعب الفلسطيني، وتحقيق دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وضمان تطبيق كافة القرارات الدولية ذات الصلة.

وأكد منصور أن الوقت حان لبدء رحلة جديدة نحو التنفيذ الفعلي لإعلان نيويورك، وتحويله من نصوص على الورق إلى واقع ملموس على الأرض، بما يشمل حماية المدنيين الفلسطينيين، واستعادة الحقوق المنتهكة، ووقف الانتهاكات اليومية في غزة والضفة الغربية، وفرض احترام القانون الدولي من قبل إسرائيل، مشددا على أن هذه الجهود تمثل الطريق الأضمن لتحقيق السلام العادل والدائم في فلسطين.

شاركها.