السيسي يحتفي بالسلام مع إسرائيل بينما غزة تحت القصف!

وطن في مشهد فجّ يتقاطع فيه الدم الفلسطيني مع التصفيق الرسمي، خرج عبد الفتاح السيسي ليحتفي باتفاقية السلام مع إسرائيل، ويقدمها كنموذج يجب أن يُحتذى في المنطقة، وذلك تزامنًا مع استمرار المجازر في قطاع غزة.
جاءت تصريحات السيسي في الذكرى السنوية لتحرير سيناء، حيث تحدث عن “أهمية السلام” مع الكيان الإسرائيلي، واصفًا التجربة المصرية بأنها ركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط. لكن المفارقة الصادمة أن هذه الكلمات جاءت في وقت تئن فيه غزة تحت نيران الاحتلال، ويُدفن فيها الأطفال تحت الأنقاض.
المشهد لم يمر مرور الكرام. فرغم تعتيم الإعلام الرسمي، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بتسجيلات السيسي، مصحوبة بمقاطع تصور جثث الشهداء في غزة. المغردون تساءلوا: كيف يُحتفى بالسلام مع من يقصف المدنيين؟ وكيف يصبح الاحتلال شريكًا في الاستقرار بينما يرتكب الإبادة بحق شعب أعزل؟
ما كشفته التصريحات الأخيرة يعكس بوضوح العلاقة المتنامية بين القاهرة وتل أبيب. تعاون أمني غير مسبوق، صفقات غاز مشبوهة، تبادل استخباراتي على أعلى المستويات، وتأمين صارم للحدود لمنع أي دعم لغزة.
وتاريخيًا، لم تكن هذه العلاقات سرًا، لكن المجاهرة بها في عزّ المجازر تجاوز الخطوط الحمراء، وأعاد فتح ملف الدور المصري في خنق القطاع، سواء بإغلاق المعابر، أو بالتضييق على المساعدات، أو حتى بحملات إعلامية تطعن في المقاومة.
ردود الفعل من الشارع العربي لم تتأخر، وبرزت دعوات رافضة “للسلام المسموم” الذي لا يُراعي الكرامة، ولا يُنهي الاحتلال، بل يكرّس الضعف والخضوع.
غزة التي تنزف، لم تنتظر تضامنًا من نظام السيسي، لكنها اليوم باتت مهددة بـ”نموذج” يُفرض بالقوة، في وقت لم يلتئم فيه جرح الضحايا بعد. ومع كل تصفيق رسمي في القاهرة، تعلو صيحات الغضب من تحت الركام: لا سلام مع القتلة.. ولا شرعية لمن يصافحهم.