في خطاب من قصر الاتحادية، وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ما يحدث في قطاع غزة بأنه “إبادة جماعية ممنهجة”، موجّهًا انتقادات لاذعة إلى بعض الدول، ومؤكدًا أن “التاريخ سيحاسبها على مواقفها”.
لكن هذه الإدانة لم تحجب الأسئلة المتزايدة حول الموقف المصري، خصوصًا مع استمرار تعثّر دخول المساعدات عبر معبر رفح، حيث تنتظر آلاف الشاحنات إذنًا أمنيًا للدخول، رغم التصريحات الرسمية التي تؤكد أن المعبر “مفتوح”.
السيسي، الذي عبّر عن استنكاره للانتقادات الموجهة إلى مصر، وصف تلك المواقف بأنها “إفلاس”، مضيفًا لمسة سياسية بقوله إن “اللوم على مصر ليس في محلّه”. ورغم تصعيده في توصيف المأساة، إلا أن نداءه العاجل وُجّه إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في تجاهل واضح للمؤسسات الدولية والإقليمية.
يأتي الخطاب في ظل أوضاع إنسانية كارثية في غزة، ووسط ضغوط متزايدة على القاهرة لتفعيل دورها في تسهيل مرور المساعدات، خصوصًا مع ازدياد أعداد الضحايا وتفاقم الأزمة.
فهل يسجل التاريخ مواقف الدول؟ أم أن الجغرافيا وحدها هي التي ستفضح ما يحدث على الأرض؟