اضطرت شركة “وايمو” (Waymo)، الذراع المختصة بالقيادة الذاتية لشركة “ألفابت” (الشركة الأم لجوجل)، إلى سحب عدد كبير من السيارات ذاتية القيادة بعد الكشف عن خطأ برمجي خطير يهدد سلامة الأطفال.
وقد جاء هذا الاستدعاء لـ 3067 مركبة أجرة آلية بعد فترة وجيزة من فتح الحكومة الأمريكية تحقيقًا في هذه المسألة، مما يسلط الضوء على التدقيق التنظيمي المتزايد الذي يواجه قطاع النقل الذاتي.
تفاصيل الخلل البرمجي والعدد المتأثر
أعلنت “وايمو” أنها استدعت 3067 مركبة أجرة آلية بسبب مشكلة في البرمجيات.
ويكمن الخلل في أن نظام القيادة الذاتية للمركبات كان يسمح لسيارات الأجرة الآلية بتجاوز حافلات المدارس المتوقفة التي تكون أضواؤها الحمراء الوامضة وذراع التوقف ممدودة.
يعد هذا التصرف انتهاكًا خطيرًا لقوانين المرور في معظم الولايات الأمريكية التي تفرض التوقف التام عند رؤية إشارات التوقف الخاصة بالحافلات المدرسية، وذلك لضمان عبور الأطفال بأمان.
الخطر المحدق بسلامة الأطفال
تكمن الخطورة البالغة لهذا الخلل في أنه يزيد بشكل كبير من خطر اصطدام مركبة الأجرة الآلية بطفل يكون في طريقه للخروج من الحافلة أو الاقتراب منها. وتعد سلامة الأطفال أولوية قصوى، وقد أثارت هذه الحوادث المتكررة قلقًا عميقًا لدى السلطات الفيدرالية والمناطق التعليمية التي سجلت حوادث تجاوز متعددة من قبل مركبات “وايمو”، حتى بعد مزاعم الشركة بتطبيق تحديثات سابقة.
جاء قرار الاستدعاء من “وايمو” بعد أن فتحت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA) تحقيقًا رسميًا في المسألة.
وقد طلبت الهيئة الفيدرالية معلومات مفصلة حول كيفية تعامل نظام القيادة الذاتية لـ “وايمو” مع حافلات المدارس المتوقفة.
هذا التحقيق، بالإضافة إلى التقارير الإعلامية والحوادث الموثقة في مناطق مثل أوستن بولاية تكساس، دفع الشركة إلى اتخاذ قرار سريع وواسع النطاق لسحب هذا العدد الكبير من المركبات بهدف إصلاح الخلل البرمجي بشكل نهائي.
أكدت “وايمو” أنها تعمل على تحديث البرنامج المعني لحل المشكلة بشكل جذري.
ورغم أن الشركة تشير إلى أنها لم تسجل أي إصابات ناتجة عن هذا الخلل، فإن هذا الاستدعاء يسلط الضوء على التحديات المستمرة التي تواجه تقنية القيادة الذاتية.
وتؤكد هذه الحادثة أن الأنظمة الذكية يجب أن تكون قادرة على تفسير والاستجابة ليس فقط لقوانين المرور الأساسية بل أيضًا للسيناريوهات الحيوية التي تتطلب درجة عالية من الحذر لضمان سلامة جميع مستخدمي الطريق، وخاصة الفئات الأكثر ضعفًا كالأطفال.
