السودان يحتج رسميًا: الإمارات تُبيّض صورتها في لندن وبريطانيا متّهمة بالتواطؤ

وطن في تطور دبلوماسي مثير، عبّرت الحكومة السودانية عن غضبها الشديد من المملكة المتحدة بسبب تنظيم مؤتمر دولي حول السودان دون دعوة حكومة الخرطوم الرسمية، وسط اتهامات واضحة لبريطانيا بمنح غطاء دبلوماسي لدولة الإمارات العربية المتحدة لتبييض دورها في الحرب الدائرة في السودان، رغم اتهامات مباشرة بتورطها في دعم قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب إبادة جماعية.
ففي رسالة رسمية بعث بها وزير الخارجية السوداني إلى نظيره البريطاني، استنكر تجاهل حكومة بلاده واستبعادها من مؤتمر يُعقد في لندن يوم 15 أبريل المقبل، بمشاركة وزراء خارجية من الإمارات وتشاد وكينيا، وهي دول تشير أصابع الاتهام إلى أنها تقدم دعماً مباشراً لقوات الدعم السريع.
وبحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية السودانية، فإن هذه الخطوة “تساوي بين حكومة شرعية وميليشيا ترتكب جرائم ضد الإنسانية وعمليات إبادة جماعية موثقة ضد المدنيين”، مضيفة أن إشراك الإمارات في مؤتمر دولي يسعى للسلام في السودان يعد “محاولة مكشوفة لتبييض دورها السياسي والعسكري في تغذية الصراع”.
الجدير بالذكر أن السودان كان قد تقدم بالفعل بشكوى رسمية أمام محكمة العدل الدولية ضد دولة الإمارات، يتهمها فيها بالتواطؤ في جرائم إبادة جماعية، وتقديم دعم مالي وعسكري ولوجستي لقوات الدعم السريع، عبر شبكة تهريب تمتد من أبوظبي إلى ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى.
ويرى مراقبون أن المؤتمر البريطاني قد يتحول إلى ساحة صراع دبلوماسي جديدة، خاصة مع إصرار السودان على كشف الدور الإماراتي في تغذية الحرب، في وقت تشهد فيه البلاد أسوأ أزمة إنسانية في تاريخها المعاصر، وسط دعوات متزايدة لوقف التدخلات الخارجية وفرض عقوبات على الأطراف المتورطة.
وفي ظل هذا التوتر المتصاعد، يبقى السؤال: هل تنجح بريطانيا في تهدئة الخرطوم، أم أن الأزمة الدبلوماسية ستشتعل أكثر وتعيد خلط الأوراق الإقليمية والدولية في الملف السوداني؟
هكذا تخطط الإمارات للهروب من محكمة العدل الدولية في قضية إبادة السودان