الرهان.. والبرهان! –
19 يناير 2025Last Update :
الرهان.. والبرهان!
– الكاتب: موفق مطر – المستعمرون العنصريون، متمسكون بحكومة نتنياهو التي يعتبرونها فرصة ذهبية لأحزابهم الرئيسة (العظمة اليهودية) و(الصهيونية الدينية) للعمل بشكل رسمي، لتثبيت وتوسيع مشروع الاحتلال الاستعماري لفلسطين، ولن يسمحوا للمعارضة الاسرائيلية بأخذ زمام المبادرة، عبر اقناع الجمهور الاسرائيلي أنهم وحدهم يمتلكون شبكة الأمان لنتنياهو (ثعلب السياسة في اسرائيل)، الذي تفيد الاستطلاعات الاسرائيلية، بقدرته على تحقيق نتائج تفوق الحالية فيما لو اجريت أي انتخابات الآن.
لقد قدم بنغفير استقالته من الحكومة، لكنه لم يعلن عزمه سحب الثقة من الحكومة في الكنيست! ليس لأن سموتريتش حليفه السابق في الانتخابات، لم يستجب لدعوته للانسحاب من الحكومة، بل لأن خطة توسيع وتمدد مشاريع الاستعمار الاستيطاني عمليا، بغطاء رسمي حكومي اسرائيلي- حسب منظورهم- يجب ان تستمر، فسحب الثقة من نتنياهو، سيعني أمرا واحدا بالنسبة لهم، وهو اسقاط حكومة المستوطنين، وانعكاس سقوطها على وتيرة البناء الاستيطاني وتمدده، فأي انتخابات قادمة لن تكون إلا بعد قرار إنهاء حملة الابادة على قطاع غزة، أما تشوش يقينهم، بما ستكون عليه سياسة رئيس الولايات المتحدة الأميركية القادم، دونالد ترامب، فهذا أمر آخر يؤخذ في الحسبان، وكذلك ارتكاز بن غفير وسموتريتش على عقلية سائدة في المجتمع السياسي الاسرائيلي، ترى امكانية فرض “الأمن والسلام” بالقوة، بشروط اسرائيل!! ويبرهنون باتفاق الصفقة مع حماس، واتفاق ايقاف اطلاق النار مع حزب الله في لبنان.
نعتقد هنا أن اغراق الجماهير، بانعدام قدرة منظومة الاحتلال الاستعمارية العنصرية (اسرائيل) على خوض حروب طويلة على عدة جبهات، والمراهنة على انهيار حكومة الصهيونية الدينية، التي يقودها رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، بالارتكاز على رفض ممثلي المستوطنين وتيارات دينية اخرى، لاتفاقية الصفقة مع حماس، خطيئة لا تغتفر، فما يحدث هو عملية تعويم للجماهير في بحر تمنيات (سراب)، مقطوعة الصلة بالمعرفة الدقيقة لتركيبة المجتمع الاسرائيلي السياسي، فأعضاء حكومة نتنياهو، جاءوا من الكنيست الخامس والعشرين، ويمثلون أحزابا ومنظمات إرهابية عنصرية يهودية، أقواها وأشدها تأثيرا على بقاء الحكومة من عدمه، ايتمار بن غفير، الكاهاني المشحون بعدائية عنصرية مطلقة للمواطنين الفلسطينيين، وهو وزير ما يسمى الأمن القومي الإسرائيلي، ورئيس حزب عوتسما يهوديت، أي (العظمة اليهودية)، وبتسلئيل سموتريتش وزير المالية، في ائتلاف حكومة نتنياهو الحالية، رئيس حزب ديني (الصهيونية الدينية) ومستعمر عنصري، ينكر وجود الشعب الفلسطيني، يسكن في مستعمرة (كدوميم) ما يعني انه مخالف للقانون الدولي برتبة وزير!!
اقرأ|ي أيضاً| هآرتس: لا قيمة لحياة الفلسطينيين
ويتولى بن غفير وسموتريتش عملية تمدد الاستعمار الاستيطاني اليهودي في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ حرب الخامس من حزيران، ويستندون على اربعة عشر مقعدا في الكنيست، ونسبة ما يقارب الثلاثين في المئة من أصوات الناخبين الذين منحوا أصواتهم لأحزاب دينية يهودية مشبعة بنظريات التفوق والعنصرية، والتعاليم التلمودية.. وبذات الوقت تدرك أحزاب ائتلاف حكومة نتنياهو مدى ضعف المعارضة الاسرائيلية، لطرح رؤية واضحة، فيما يخص سلاما دائما، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، التي اقرت بحق الشعب الفلسطيني بقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، رغم وجود أصوات، تتحدث عن السلام وحق الشعب الفلسطيني، لكنها تكاد تسمع وسط ضجيج الاحتجاجات بخصوص سياسة نتنياهو تجاه قضية الرهائن المدنيين والجنود الأسرى لدى حماس.
وبناء على ما تقدم فإن أي مراهنة ستكون عبثا، ما لم تكن على وعي الشعب الفلسطيني، وقدرة قيادته الوطنية الشرعية على التمسك بالثوابت الوطنية، والالتزام ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية السياسي، ووحدة الهدف، والموقف الوطني، ووحدة أرض دولة فلسطين، ووحدة النظام والقانون والسلطة والسلاح، وبسط ولاية منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين على قطاع غزة … وعلينا ألا ننسى أن رئيس حكومة المستعمرين (نتنياهو) مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، وهذا انجاز يحسب، لمنهج سياسي عقلاني، مؤسس علميا ومعرفيا، برهن رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية أبو مازن على نجاحه وإمكانية تحقيق انجازات لصالح الحق الفلسطيني.