الدوحة: ملتزمون بإحياء الهدنة في غزة رغم الإحباط من تعثر التفاوض

أعرب وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، محمد الخليفي، اليوم الأحد، عن إحباط بلاده من بطء التقدّم في مفاوضات الهدنة في قطاع غزة، مشددا في الوقت ذاته على التزام الدوحة بمواصلة جهودها لإحياء الاتفاق رغم الصعوبات.
جاء ذلك في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”، أشار خلالها إلى أن قطر “عملت في الأيام الأخيرة لمحاولة جمع الطرفين وإحياء الاتفاق الذي أقرّه الجانبان”، وذلك في ختام جولة جديدة من المفاوضات لم تُفضِ إلى اتفاق، رغم مرور نحو شهر على استئناف الحرب على غزة.
وقال الخليفي: “نشعر بالإحباط بالتأكيد من بطء عملية التفاوض… هذه مسألة ملحة وهناك أرواح على المحك إذا استمرت العملية العسكرية يومًا بعد آخر”، بحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس” في تقريرها اليوم الأحد.
وتتولى قطر، إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، دور الوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وكانت المرحلة الأولى من الاتفاق قد دخلت حيّز التنفيذ في منتصف كانون الثاني/ يناير، قبل أن تُعلن إسرائيل استئناف الحرب ورفض الانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاق في 18 آذار/ مارس الماضي.
ورداً على الانتقادات المتكررة التي توجهها إسرائيل للدوحة ودورها، قال الخليفي: “نتلقى هذا النوع من الانتقادات والتعليقات السلبية منذ بداية مشاركتنا (في الوساطة لإنهاء الحرب)”، مشيرًا إلى أن “الانتقادات التي نسمعها باستمرار من بنيامين نتنياهو نفسه، لا أساس لها وتكون غالبًا مجرد ضجيج”.
وكانت الدوحة قد وصفت في وقت سابق الهجمات الإعلامية الإسرائيلية ضدها بـ”حملة تشويه”، نافية صحة تحقيق منسوب لجهاز الشاباك زعم أن المساعدات القطرية لغزة استخدمت لدعم قدرات حماس العسكرية. وفي هذا السياق، شدّد مكتب الإعلام الدولي القطري في آذار/مارس الماضي على أن “أي مساعدات لم تُسلَّم لا للجناح السياسي ولا العسكري للحركة”.
وفي معرض الرد على مزاعم رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، التي أطلقها خلال مقابلة مع قناة “دايستار” المسيحية أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن، والتي اتهم فيها قطر بالتحريض ضد الولايات المتحدة والصهيونية في الجامعات الأميركية، قال الخليفي إن “كل ما تقوم به قطر شفاف”، مضيفًا أن “مزاعم نتنياهو بشأن شراكات قطر التعليمية دُحضت أكثر من مرة”.
وفي ملف الوساطة الدولية، أشار الخليفي إلى تطور الدور القطري في الصراع بجمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث وصف اللقاء الذي عُقد في آذار/مارس الماضي بين الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي في الدوحة بأنه “خطوة مهمة نحو تهدئة الصراع”، مشيرًا إلى أن قطر “نجحت في بناء خط اتصال مرن بين الجانبين، ونأمل أن نحقق المزيد من النجاحات التي ستسمعونها خلال الأيام القادمة”.
وفي ما يتعلّق بالملف السوري، قال الخليفي إن قطر تعتزم مناقشة مسألة العقوبات المفروضة على دمشق مع الجانب الأميركي بعد إسقاط نظام بشار الأسد، كما ستبحث مع شركائها الإقليميين ملفات زيادة رواتب القطاع العام والتمويل القطري المحتمل لإمدادات الغاز في سورية.