قال المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة الرائد محمود بصل إن قطاع غزة شهد موجة قصف إسرائيلي عنيفة خلال أقل من 12 ساعة استهدفت مراكز إيواء وخياما ومدارس ومنازل سكنية، مؤكدا وجود مفقودين تعجز الطواقم عن انتشال جثامينهم لقلة الإمكانات.

واستشهد أكثر من 100 فلسطيني بينهم 46 طفلا خلال غارات جوية، قال جيش الاحتلال إنها رد على ما وصفه خرق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى قبل أن يعلن لاحقا التزامه بالاتفاق.

وخلال مداخلة مع الجزيرة، أوضح الرائد بصل أن الأطفال والنساء يشكلون أكثر من 70% من إجمالي الشهداء نتيجة الغارات الأخيرة، مؤكدا أن طواقم الدفاع المدني تواصل عملها الإنساني منذ اللحظة الأولى.

ووفق المتحدث، تتحرك هذه الطواقم لانتشال الشهداء من تحت الركام والأنقاض رغم الظروف الصعبة وانهيار المنظومة ونقص الإمكانات والمقدرات اللازمة، واصفا ما حدث بأنه “كارثي”.

وكشف عن استمرار عمليات البحث والانتشال في عدة مناطق بينها أحياء الصبرة والشيخ رضوان وتل الهوا وأيضا في شمال قطاع غزة، في ظل معلومات عن وجود مفقودين قد تكون أجسادهم “تبخرت أو تطايرت لمسافات بعيدة” نتيجة قوة الغارات الإسرائيلية.

وأكد أن ما يجري “انتهاك واضح وصارخ لكل المبادئ الإنسانية وأيضا لاتفاق وقف إطلاق النار”، متسائلا في الوقت ذاته عن موقف الوسطاء والضامنين للاتفاق بعد “استشهاد 100 فلسطيني خلال ساعات”.

واعتبر الرائد بصل عودة الغارات الإسرائيلية بعد توقفها على قطاع غزة بمثابة صدمة، بعد لحظة كان ينتظر فيها السكان والطواقم المعنية توقف الحرب “لأخذ نفس”، على حد تعبيره.

وواصلت إسرائيل غاراتها على قطاع غزة، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفق خطة للرئيس الأميركي دونالد ترامب وبوساطة من قطر ومصر وتركيا.

وأدت الغارات الإسرائيلية إلى استشهاد 211 فلسطينيا و597 مصابا منذ إعلان الاتفاق، حسب وزارة الصحة في قطاع غزة.

أما بشأن المساعدات، فقد قال المتحدث باسم الدفاع المدني إن طواقمه لم تتلقَ أي معدات أو دعم رغم دخول بعض الشاحنات لغزة عبر تنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر للتعامل مع جثث الأسرى الإسرائيليين، مؤكدا أن الدفاع المدني “لم يصله شيء” للتعامل مع نحو 10 آلاف شهيد ما زالوا تحت الأنقاض.

وشدد على ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة تسمح بدخول المعدات والوقود وحماية المدنيين وطواقم الإنقاذ وفق القانون الدولي الإنساني.

واعتبر الرائد بصل أن عدم توفير الدعم اللازم سيقود إلى “انتكاسة كبيرة” بعد عامين من ظروف وصفها بأنها كارثية عاشها سكان القطاع الفلسطيني المحاصر.

وخلّفت حرب الإبادة الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 68 ألفا و531 شهيدا فلسطينيا، و170 ألفا و402 جريح، معظمهم أطفال ونساء، حسب أحدث إحصاءات وزارة الصحة بالقطاع.

كما قتلت إسرائيل أكثر من 9 آلاف و500 فلسطيني لا تزال جثثهم تحت الأنقاض، وتسببت في دمار طال 90% من البنى التحتية المدنية، مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.

شاركها.