قرر الجيش الإسرائيلي خلال مداولات عقدها أمس، الأحد، لتقييم الوضع بعد اغتيال القائد العسكري لحزب الله، هيثم على الطبطبائي، بغارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، رفع حالة الاستنفار في منظومة دفاعاته الجوية على طول حدود إسرائيل الشمالية.

ووضع الجيش الإسرائيلي عدة احتمالات لرد حزب الله على اغتيال قائده العسكري، وفي مقدمتها إطلاق قذائف صاروخية من لبنان على إسرائيل، أو محاولة تسلل مقاتلين في حزب الله إلى مواقع الجيش الإسرائيلي عند الحدود، أو أن يطلق الحوثيون في اليمن صواريخ باتجاه إسرائيل، أو ألا يرد حزب الله بتاتا على اغتيال الطبطبائي، حسبما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم، الإثنين.

وفي موازاة ذلك، قرر الجيش الإسرائيلي مواصلة الغارات الجوية في لبنان بادعاء “إضعاف” حزب الله وضد محاولاته لترميم نفسه عسكريا.

واعتبر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، أن اغتيال الطبطبائي كان العملية الإسرائيلية الأشد منذ التوصل إلى وقف، قبل سنة.

وكرر هرئيل أن الحكومة الإسرائيلية كانت تتوقع أن يدخل الجيش اللبناني في مواجهة مع حزب الله من أجل نزع سلاح الأخير، بعد وقف إطلاق النار، لكنها أدركت لاحقا أن مواجهة كهذه لن تحدث، وأن حزب الله سرّع جهوده بالتسلح ونشر عناصره في شمال وجنوب نهر الليطاني، وصعدت غاراتها في لبنان، “رغم أن حزب الله امتنع حتى الآن عن شن هجمات ضد إسرائيل”.

وأضاف أن قرار إسرائيل استهداف مسؤول رفيع إلى هذه الدرجة في حزب الله “يلمح إلى أن إسرائيل مستعدة لمواجهة مخاطر بثمن الدخول في أيام قتالية وتبادل ضربات عسكرية. فتوازن القوى بين الجانبين ليس كما كان قبل سنة، ونصر الله والقيادة العسكرية لحزب الله ليسوا موجودين، ومخزون القذائف الصاروخية تقلص، كما أن الروح القتالية لم تعد كما كانت. رغم ذلك، لا يزال هناك خطرا لرد من جانب حزب الله”.

ورجح هرئيل أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لم يكن سيصادق على اغتيال الطبطبائي “من دون دعم كامل من جانب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. والأميركيون يحاولون كثيرا دفع واقع جديد في لبنان، ومن الجائز أنهم يعتقدون أن تنفيذ ذلك من خلال الاغتيال سيدل على أن جدية النوايا الإسرائيلية قد يخرج الاتصالات مع الحكومة اللبنانية من حالة الجمود”.

وأشار هرئيل إلى أنه “لا يمكن تجاهل أن شكل سير الأمور مريح لنتنياهو من الناحية السياسية. وليس صدفة أنه سخّن التوتر مقابل دمشق بزيارة مستفزة في الجولان السوري، الأسبوع الماضي. ويبدو أن الاغتيال في بيروت أيضا ليس منعزلا عن هذه الحسابات، ومثله الاحتكاك الدائم في قطاع غزة”.

وشدد على أن “حقيقة أن النيران مشتعلة في عدة جبهات، تساعد نتنياهو على السيطرة على الخطاب العام الإسرائيلي، وهذا يمهد أيضا الأرضية للأجواء التي ستسود هنا قبيل الانتخابات العامة، وتوفر له ذرائع عديدة لتأجيل جلسات محاكمته الجنائية. وبإمكان رئيس الحكومة الاستمرار في القَسَم بأنه استخلص عبر 7 أكتوبر، ولذلك هو يتخذ خطا هجوميا وقتاليا. لكن في الخلاصة، يبدو أن القرارات لا تُتخذ انطلاقا من اعتبارات أمنية موضوعية فقط”.

شاركها.