الجولان المحتل: إصابات بينها خطيرة ونتنياهو يتفق مع الشيخ طريف على “هدنة”
أُصيب العشرات من أهالي الجولان السوري المحتل بينهم اثنان بحالة خطيرة من ضمن أربعة مصابين نُقلوا إلى المستشفيات، إثر قمع الشرطة الإسرائيلية احتجاج أصحاب الأراضي المستهدفة للمصادرة والمتضامنين معهم، اليوم الأربعاء.
وأطلقت شرطة الاحتلال الإسرائيلي سراح المعتقلين الذين اعتقلتهم خلال المواجهات، اليوم الأربعاء.
والتقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مكتبه، عصر اليوم، مع الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في “إسرائيل”، الشيخ موفق طريف، وبحضور رئيس الشاباك، رونين بار. واعتبر نتنياهو أنه “أنظر بخطورة وقلق إلى ما يحدث الآن في هضبة الجولان”.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو والشيخ طريف اتفقا على “هدنة”، تتوقف بموجبها أعمال إقامة التوربينات في أراضي أهالي الجولان المحتل، مقابل وقف مظاهرات الأهالي الاحتجاجية، إلى ما بعد عيد الأضحى.
واندلعت مواجهات بين أصحاب الأراضي وشرطة الاحتلال، بعد أن حاصرت الشرطة الأراضي ومنعت أصحابها من الدخول إليها، منذ يوم أمس الثلاثاء.
وجاء عن مستشفى “زيف” في صفد أن 3 أشخاص من مسعدة وصلوا لتلقي العلاج إثر إصابتهم من جراء المواجهات والاحتجاجات.
وأفيد بأن مصابا، في العشرينيات من عمره، عانى جروحا خطيرة إثر إصابته بالرصاص، وآخر (20 عاما) عانى جروحا متوسطة في الرأس.
كما وصل مصاب ثالث (40 عاما) وهو يعاني من جروح خطيرة في الرأس، ومن المزمع نقله إلى مستشفى آخر لتلقي العلاج؛ وفقا للمستشفى.
ونُقل مصاب رابع (29 عاما) بواسطة مروحية إلى مستشفى “رمبام” في حيفا لتلقي العلاج، إذ وصفت حالته بالمتوسطة.
وأوصت الشرطة الإسرائيلية المواطنين بعدم الوصول إلى منطقة الجولان إثر المواجهات المتواصلة مع الأهالي.
ونقل شاهد عيّان أنه تم اعتقال 8 أشخاص، عُرف من بينهم الشيخ سلمان فارس شمس.
ويفيد ناشطون من الجولان ، بأن “قوات خاصة” تابعة لشرطة الاحتلال قامت بتطويق المنطقة بمشاركة طائرات وباستخدام الخيول، ومنعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى فيما تتواصل عمليات إخلاء المصابين تدريجيًا بواسطة سيارات الأهالي.
وأضاف الناشطون أن الشرطة تفاوض في هذه الأثناء وفدا من مشايخ الجولان المحتل للتهدئة.
ووصل المئات من أهالي الجولان قرب مركز الشرطة في بلدة مسعدة، إذ جرى تطويقه وسط دعوات غاضبة لإطلاق سراح المعتقلين الذين احتجزتهم الشرطة الإسرائيلية.
وتظاهر المئات عند عدة مفارق في منطقة الجليل، وأغلقوا الطرقات بالإطارات المطاطية المشتعلة، تضامنا مع الجولانيين وضد مصادرة الأرضي.
وأغلقت الشرطة الإسرائيلية عدة شوارع رئيسة بينها شارع 70 قرب شفاعمرو، شارع 85 في مفرق كفر ياسيف، شارع 70 في مفرق “أفلاييم”، شارع 89 في مفرق “تيفن” بمعلوت – ترشيحا، وشارع 854 في مفرق “كيشور”.
وشهدت الشوارع المذكورة أزمات سير خانقة إثر حرق إطارات فيها، فيما جرى تنظيم حركة السير باتجاه شوارع بديلة.
وكانت قد أعلنت الفعاليات الشعبية في الجولان السوري المحتل، عن الإضراب في قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنيا، ردًا على ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي “التعسفية والإجرامية”، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الأهالي، مساء، الثلاثاء.
وجاء في بيان صدر عن أهالي الجولان أنه بقرار من الهيئة الدينية والزمنية في الجولان المحتل، يُعلن يوم غد، الأربعاء، “يوم إضراب عام وغضب”، عقب اعتداء قوات الاحتلال على الجولانيين، وقمع الاحتجاجات على مشروع عنفات الرياح (توربينات هوائية) على أراضيهم.
وشدد البيان على أن إجراءات الاحتلال “التعسفية والإجرامية بحقنا وحق أراضينا، تجعلنا مصممين على قرارنا الحق وموقفنا الثابت”، وتضمن البيان دعوة للأهالي “للتوجه والتجمع غدًا صباحًا (الأربعاء) في مقام اليعفوري لتكون نقطة انطلاق نحو الأراضي المحاصرة”.
واعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في وقت سابق أمس الثلاثاء، على الأهالي الذين احتجّوا دفاعًا عن أراضيهم الزراعية المستهدفة بالمصادرة، من أجل إقامة مشروع توربينات الهواء، وذلك إثر اقتحام ممثلين عن الشركة الإسرائيلية المسؤولة عن المشروع للأراضي، معزَّزة بقوات من الشرطة.
ونصب التوربينات العملاقة في قرى الجولان، يأتي بموجب قرار صدر عن حكومة الاحتلال بهذا الشأن، وموافقة هيئات التخطيط الإسرائيلية.
ويؤكد الجولانيون أن إقامة التوربينات ستعيق زراعة الأرض من حولهم وستكون خطرا بيئيا؛ وسبق أن رفض القضاء الإسرائيلي التماس الأهالي ضد بناء التوربينات.
وقوبلت المحاولة الأولى لبدء أعمال نصب التوربينات، في كانون الأول/ ديسمبر 2020، بمقاومة من الأهالي الذين اعتبروها “إعلان حرب” على قراهم.
عرب48