التمريض شريك أساسي في النهوض بالمنظومة الصحية

أشاد الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، بجهود كلية التمريض بنات بالقاهرة في دعم مسيرة الخدمات الصحية في جميع أنحاء الجمهورية؛ جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر العلمي الثاني للكلية الذي يقام تحت عنوان: «التمريض الذكي: تحديات وفرص العصر الرقمي»، برئاسة الدكتورة آمال السباعي، عميدة الكلية رئيس المؤتمر، والدكتورة رشا البربري، وكيلة الكلية منظم المؤتمر.
ونقل رئيس جامعة الأزهر، للحضور تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ودعائه للمؤتمر بالتوفيق والنجاح.
كما رحَّب رئيس الجامعة بمشاركات قطاع التمريض بوزارة الداخلية، لافتًا أن هذا دلالة كبيرة على تكاتف جميع مؤسسات الدولة المصرية في دعم مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد.
وعبَّر رئيس الجامعة عن سعادته بهذا التعاون والتكامل العلمي بين كليات طب البنات بالقاهرة والتمريض، لافتًا إلى أن هذا التعاون يعكس بقوة أن كليات جامعة الأزهر كلها نسيج واحد تتعاون وتتكامل من أجل المصلحة العامة.
وبيَّن رئيس الجامعة أن فضيلة الإمام الأكبر يوجه دائمًا بالتوسع في افتتاح كليات تمريض جديدة، مشيرًا إلى أن جامعة الأزهر الآن بها ثلاث كليات للتمريض؛ الكلية الأم موجودة في القاهرة، والثانية في دمياط، والثالثة في أسيوط، وزفَّ رئيس الجامعة البشارة بأنه سوف تلحق بهذه الكليات الثلاث كلية التمريض الرابعة العام الدراسي القادم ويكون مقرها في محافظة بني سويف؛ خدمة لهذه المحافظة والمحافظات المجاورة.
وأوضح رئيس الجامعة أن التمريض شريك أساسي في النهوض والارتقاء بالمنظومة الصحية، مؤكدًا على أن
التمريض رسالة سامية يقع عليها عبئ المتابعة والرعاية، خاصة وأن التمريض أقرب للمريض من الطبيب.
وأكد رئيس الجامعة أن مستشفيات جامعة الأزهر تشهد نهضة غير مسبوقة في القاهرة ودمياط وأسيوط، بحيث أصبحت مفخرة نتباهى بها في جميع الأوساط الصحية.
وأشاد رئيس الجامعة بجهود ومشاركات طالبات كلية التمريض جامعة الأزهر، لافتًا أن ما شاهده من تصميم طالبات التمريض لجهاز محاكاة للغسيل الكلوي كان خير دليل على جهود طالبات التمريض، بجانب تمثيلهم المشرف في جميع المحافل العلمية.
وأشاد الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث المشرف العام على قطاع المستشفيات الجامعية، بالمؤتمر وعنوانه، وثمن التعاون مع قطاع الخدمات الطبية بوزارة الداخلية برئاسة اللواء دكتور سعيد النجار، ورحَّب بوجود القامات العلمية الكبيرة من وزارة الداخلية في رحاب جامعة الأزهر.
وأوضح صديق أن رسالة التمريض تُعد من الركائز الأساسية في النظام الصحي، مؤكدًا على أهميته الكبيرة ومكانته المرموقة في مختلف المجالات الصحية، فالتمريض هو خط الدفاع الأول في تقديم الرعاية الصحية للمرضى على مدار الساعة، فهم من يراقبون حالتهم الصحية ويوفرون كل سبب الدعم الشامل، ليس هذا فحسب، بل يُعد التمريض حلقة الوصل المهمة بين الأطباء والمرضى؛ حيث ينقل المعلومات الحيوية ويساعد في تنفيذ الخطط العلاجية، وفي مجال الوقاية والتثقيف الصحي يسهم التمريض في نشر الوعي الصحي والوقاية من الأمراض من خلال التثقيف والتوعية، سواء في المستشفيات أو المجتمعات، كما أن للتمريض دورًا حيويًّا في حالات الطوارئ والكوارث.
وأكد على أهمية التمريض في دعم القطاع الصحي؛ حيث أصبح التمريض يضم تخصصات دقيقة، مثل: تمريض الأطفال، والعناية المركزة، وتمريض الصحة النفسية، وإدارة المستشفيات وغير ذلك من التخصصات، ما يعزز من مكانة التمريض وأهميته في دعم مسيرة الجيش الأبيض، إضافة إلى ذلك يقدم التمريض دعمًا معنويًّا للمرضى وأسرهم، ما يُسهم في تحسين التجربة العلاجية والنتائج الصحية.
وفي ختام كلمته شدد صديق على أن التمريض ليس مهنة مساندة فحسب، بل هو عنصر أساسي في الرعاية الصحية الشاملة.
وأوضح الدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس الجامعة لفرع البنات، أن الحديث عن التمريض الذكي لا يقتصر على كونه مجرد استخدام للأجهزة الحديثة أو البرمجيات المتقدمة، بل هو تحول جذري في فلسفة تقديم الرعاية الصحية، وإننا اليوم أمام مرحلة جديدة من الرعاية الصحية تعتمد على الدمج بين المهارات الإنسانية العريقة التي عُرفت بها رسالة التمريض، وما أتاحته التكنولوجيا الرقمية من أدوات وأساليب.
وأشار فكري إلى أن هذا التحول يفتح آفاقًا واسعة من الفرص لتحسين جودة الخدمات الصحية، لكنه في الوقت ذاته يضع أمامنا تحديات كبيرة تتعلق بالتدريب، والبنية التحتية، والأخلاقيات المهنية، وجامعة الأزهر تعتز بدورها في إعداد وتأهيل الممرضات وفق أعلى المعايير العلمية والمهنية، ونحن نؤمن بأن الاستثمار في العنصر البشري هو حجر الأساس لنجاح أي مشروع تطويري، وأن الغاية الأسمى من التعلم هي خدمة البشرية والارتقاء بها، لافتًا إلى أن رسالة التمريض، كانت ولا تزال أحد الأعمدة الأساسية في منظومة الرعاية الصحية.
وطالب فكري بإعادة النظر في التمريض وأدواته وأساليبه لتواكب التطور الرقمي الذي يُحيط بنا من كل جانب، وهنا تأتي أهمية التمريض الذكي، الذي لا يقتصر فقط على استخدام الأجهزة والتقنيات الحديثة، بل يمتد إلى تطوير التفكير النقدي، وسرعة الاستجابة، والقدرة على تحليل البيانات واتخاذ القرار المبني على المعرفة.
وأعلن أن مؤتمر اليوم ليس مجرد حدث علمي، بل هو تأكيد على التزامنا الجماعي بالمضي قدمًا نحو تطوير قطاع التمريض ليواكب متطلبات العصر الرقمي، الذي يحمل في طيّاته فرصًا واعدة لتحسين حياة المرضى ورفع جودة الخدمات الصحية، إلى جانب تحديات تتطلب منا الحكمة والرؤية الاستراتيجية، فجائحة كورونا أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن الأنظمة الصحية القوية هي تلك القادرة على التكيف والابتكار، وها نحن اليوم نواصل هذا المسار، مدركين أن التحول الرقمي ليس ترفًا؛ بل حاجة مُلحة لتعزيز كفاءة الأداء، وتقليل الأخطاء الطبية، وتوسيع نطاق الرعاية ليصل إلى أبعد نقطة جغرافية مهما كانت معزولة.
وأوضح إن جامعة الأزهر هذا الصرح العلمي العريق الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة لم تكن يومًا بمنأى عن هذه التحولات، بل كانت دائمًا سبّاقة في تقديم نموذج متوازن يجمع بين العلم الحديث والقيم الإنسانية الراسخة، وفي فرع البنات تحديدًا نعتز بأننا نعد أجيالًا من الممرضات يحملن العلم، ويحملن أيضًا رسالة سامية تؤمن بأن التمريض هو قبل كل شيء رسالة إنسانية.
لقد قمنا خلال السنوات الماضية بتطوير برامجنا الأكاديمية لتواكب هذه التغيرات، ونعمل باستمرار على تحديث المناهج بما يواكب متطلبات العصر الرقمي وتعزيز مهارات الطالبات في التعامل مع الأجهزة الطبية الذكية، ودعم المشاريع البحثية التي تركز على الصحة الرقمية، وتوسيع الشراكات مع الهيئات والمؤسسات الصحية الوطنية والدولية.
وهذا المؤتمر شاهد حي على هذه الرؤية، ودليل على يقظة علمية مباركة نشهدها اليوم في كلية التمريض للبنات التي نعتز ونفخر بها وبما تحققه من إنجازات علمية وأكاديمية رائدة، في ظل دعم لا محدود من قيادات الجامعة.
وقال فكري: إننا نعيش في زمن أصبح فيه التقدم مرهونًا بمدى قدرتنا على مواكبة التطور، ولم يعد الاعتماد على المعرفة التقليدية كافيًا، بل أصبح من الضروري أن نُفعّل العقول، ونُطلق العنان للأفكار، فالتمريض الذكي ليس رفاهية، بل ضرورة لمواكبة عصرنا، وعلينا أن نكون روادًا في هذا المجال لا متأخرين عنه، وفي الوقت نفسه، يجب أن نُحافظ على الروح الإنسانية للمهنة؛ فالتكنولوجيا مهما تقدمت لا يمكنها أن تحل محل اللمسة الدافئة، والكلمة الطيبة، أو النظرة المطمئنة التي يقدمها الممرض للمريض في لحظات ضعف.