3 أغسطس 2025Last Update :
“الارهاب المنظم”!
– الكاتب: موفق مطر – اعتقد بوجوب اخذ الحيطة والحذر، والبقاء في حالة تنبه ويقظة، وبمتابعة وبحث عما يخطط، ويتم تهيئته لنسف المشهد الدولي المتعاظم بمساندة نوعية للحق الفلسطيني (القضية الفلسطينية) خاصة وانه يتمحور حول الرؤية الفلسطينية، التي طرحها الرئيس محمود عباس باسم الشعب الفلسطيني، وتعمل دولة فلسطين، ومنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني على تجسيدها، بما يحقق اهداف برنامجها السياسي، استقلال الدولة وسيادتها.. فالجماعات والتنظيمات الارهابية المستخدمة للدين بأعلى درجات التطرف، الصهيونية الدينية، والإسلاموية المتضررة من تطور ونمو المشهد وتعزيزه بقرارات عملية ستلجأ الى تخطيط وتنفيذ جرائم ارهابية دموية، من شأنها ايقاف عجلة الاجماع الدولي على الرؤية الفلسطينية، وحل الدولتين، حتى لو تطلب الأمر الانتحار، فجماعات وتنظيمات الارهاب الاستيطاني، المغطاة بمظلة حماية سياسية وقانونية من حكومة الصهيونية الدينية برئاسة بنيامين نتنياهو، وحماية ميدانية من جيش الاحتلال، على خط مصالح مشتركة ونقطة التقاء، مع ” جماعة الاخوان المسلمين “وفرعيهما: الاسرائيلي في الـ48 بشقيه الشمالي والجنوبي، والمسلح في قطاع غزة خصوصا، وفلسطين عموما، ولنا قراءة ابعاد خطاب (بن غفير) رئيس حزب ما يسمى (عظمة يهودية) وزير الأمن لدى حكومة ائتلاف نتيناهو، المشرف على تسليح المستوطنين، حيث انكر وجود الشعب الفلسطيني، ووجود ارض اسمها فلسطين، مع ابعاد تصريحات عضو المكتب السياسي لحماس محمود الزهار الذي لا يرى “فلسطين على الخريطة أكثر من قيمة عود مسواك”وأنه” يشعر برغبة التقيؤ عندما يسمع عن الدولة الفلسطينية والمشروع الوطني”، لافتا الى مشروع جماعته الأساس، الذي لا يعترف بالدول الوطنية، ومنها دولة فلسطين، أما تظاهرات جماعة الاخوان المسلمين أمام سفارة جمهورية مصر العربية في تل ابيب، الحائزة على تصريح رسمي من الأمن الداخلي الاسرائيلي، رغم قرار سابق بحظر نشاط هذه الجماعة في اسرائيل، وسمعناه وشاهدناه موثقا بالصوت والصورة حول(اجتهاداتهم المشبوهة) والمدموغة بختم المؤامرة المرسومة سلفا لرفع مسؤولية حكومة وجيش دولة الاحتلال (اسرائيل) عن الابادة وحصار غزة وتجويع مواطنيها، وإلقاء المسؤولية مباشرة على قيادة مصر العربية وقيادة المملكة الاردنية الهاشمية! فهذا دليل على ما تبيته “الجماعة” من جرائم ارهابية غير مسبوقة بدمويتها وآثارها وتداعياتها، وربما تستخدم مشتقاتها المعروفة مثل “داعش” او غيرها، يمنحونها مسميات مستحدثة لإبعاد الشبهة عنهم.
إن بقاء المؤمنين بالدولة الوطنية الديمقراطية، أسرى دائرة الجدل والنقاش حول امكانية استيعاب الجماعة وفروعها، والمراهنة على فرز الوسطيين من المتطرفين، سيؤمن لها ولفروعها المتعددة الوقت لحبك المؤامرة وخطط تنفيذها، فقد ثبت بالدلائل القاطعة، تأصل الارهاب المادي والدموي عند الجميع دون استثناء، وجميعهم يستهدفون كيان الشعب الفلسطيني السياسي الوطني، وثقافته الانسانية التحررية التقدمية الديمقراطية، أما من يغض الطرف، طامعا بمكاسب شخصية، ويعلي وتيرة تصريحاته وشعاراته ( الفاقعة ) والزاهية المبثوثة للجمهور عبر شاشات فضائيات الخديعة والتضليل، عليه ان يعلم أنها كفقاعات صابون، لا تثير راشدا!
العالم يتغير، وينتقل الى مواقع متقدمة تمكنه من رؤية الحق الفلسطيني، بدقة وعمق واضحين، وبنفس الوقت يتحرر تدريجيا من ارهاب مقونن، يمارس تحت عنوان ” معاداة السامية ” التي لم تكبل ألسنة الكثير من اصحاب القرار السياسي، وشخصيات الفكر والثقافة في اوروبا والولايات المتحدة الأميركية وحسب، بل كادت تغيب ضمائر اصحاب القرار السياسي، وتمنعهم من تحمل المسؤولية التاريخية، ولنا مثال على التغيير الهام هذا – اضافة الى اعلان نيويورك، وعزم دول كبيرة على الاعتراف بفلسطين في سبتمبر القادم – تصريح وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، أول امس أثناء زيارته لبلدة الطيبة شرقي رام الله حيث قال منسجما مع نصوص القانون الدولي: “إن اعتداءات المستوطنين بحق بلدة الطيبة، وغيرها من المناطق، ليست أعمالا أحادية، وإنما بمثابة إرهاب منظم وجرائم بحق المواطنين، ويجب أن يتم متابعتها وإيقافها.. وهناك تقارير أفادت بأن الجيش الإسرائيلي لم يمنع تلك الاعتداءات أو ربما قد يكون شارك فيها وهذا ما يقلق الحكومة الألمانية”.
المسؤولية الوطنية تحتم على المواطنين والأجهزة الامنية والقيادات السياسية، البقاء بأعلى درجات الالتزام بمنهج الانتماء الوطني، لتأمين انجازات شعبنا من تسونامي ارهاب (تلمودي اخواني) مركب، بقصد نسف الرؤية الفلسطينية والإجماع الدولي على اخلاقياتها وواقعيتها .