أمد/ لا يختلف اثنان أن الرئيس جمال عبد الناصر كان زعيما مصريا وقوميّا وعالميا، من نوع مختلف، نوع بنوايا حسنة واداء وطني، لكن ربما ان الظروف لم تساعده، أو ربما كان هناك ايضا اشكاليات وتشقّقات في جُدران بنائه الوطني القومي،
كان من الاشياء التي تكلّم عنها جمال عبد الناصر صاروخي الظافر والقاهر، لكن لسبب او لآخر، والله وحده علّام الغيوب، لم ينبع لا الظافر ولا القاهر لا من مياه النيل ولا من ضفاف قناة السويس،
ودارت الايام، بعجرها وبجرها، وامتلأت الجبهات المحيطة بالكيان الغاصب لفلسطين بصواريخ المقاومة، ونزلت على اسرائيل مرّات ومرّات،
لكن صواريخ الجيوش العربية ما زالت مُكمّمة، وفي مرابضها إن لم يكن في مخازنها،
اسرائيل وبرغم القتل والدمار التي اقترفتها في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان واليمن وسوريا والعراق، فانها ما زالت تُعربد، بكل صفاقة وغطرسة وبلطجة، في هذه الدول ، وعلى مدار الساعة،
حتى ان اسرائيل لا تتوانى عن استفزاز الجيش المصري، في كلّ حين، بمناسبة ودون مناسبة، مع ان مصر تربطها مع اسرائيل اوّل معاهدة سلام عربية اسرائيلية،
عيون اسرائيل مُركّزة الآن على الجيش المصري، وليس سرّا انها تعدّ العدة لاقتناص فرصة لضرب هذا الجيش العربي الوحيد القوي الذي ما زال متماسكا ويملك امكانات قتالية كبيرة،
بالرغم من مُرور سنوات على اتفاقيّة كامب ديفيد إلا ان هناك جمرا تحت الرماد، وان عقيدة الجيش المصري ما زالت ثابتة لم تتغيّر وهو انه خُلِق وجُهّز لمحاربة اسرائيل اولا، التي تحتل فلسطين المتاخمة لمصر،
توجد تقديرات وتسريبات ووشوشات وهمهمات وتقوّلات وتوقّعات بان هناك حربا شاملة قادمة في المنطقة، تلوح في الافق، وسيشارك فيها جيوش وليس فقط مقاومات، والجيش المصري هو المرشّح الاكثر حظا لخوض هذه الحرب،
ربما ستتطور هذه الحرب ان وقعت إلى حرب اقليمية وإلى حرب شبه عالمية وربما عالمية بالمعنى الحرفي للكلمة،
اسرائيل بدعم كامل من امريكا ترامب ستجابه عدة جبهات بمقاومات وجيوش،
فهل ستُبعث صواريخ الظافر والقاهر الناصرية المصرية، وتتساقط على اسرائيل، ضمن هذه الحرب المتوقّعة.
