الاحتلال يشن حملة اعتقالات شرسة في الضفة والقدس المحتلتين
فلسطين اليوم
شّنت قوات الاحتلال الإسرائيليّ، الليلة الماضية وفجر اليوم السبت، حملة اعتقالات واسعة في الضّفة طالت (110) مواطناً على الأقل، بينهم قيادات وكوادر في حركة حماس وأسرى سابقون أمضوا سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيليّ.
وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات، منذ بدء معركة طوفان الأقصى، طالت أكثر من (1070) معتقلا، تركزت في محافظات الخليل، القدس، ورام الله، إضافةً إلى المعتقلين من العمال، ومعتقلين من غزة والتي لم تعرف أعدادهم حتى اللحظة بشكل دقيق، ولا هوياتهم.
اعتقالات الاحتلال المتصاعدة في الضفة والقدس تأتي في ظل العدوان الشامل وعمليات الانتقام الجماعي بحّق أبناء شعبنا، واستمرار عمليات الاعتقال الممنهجة منذ السابع من أكتوبر الجاري.
لم تكتف قوات الاحتلال بحملات الاعتقالات الواسعة في مدن ومخيمات وقرى الضفة والقدس من جهة، ولا بفرضِ حصارٍ مُطبق على قطاع غزّة، وقطع الكهرباء والماء، وصبّ نيرانها فوق رؤوس ساكنيه؛ كذلك صعّدت من إجراءاتها الانتقامية بحقِ الأسرى والأسيرات في سجونها، منذُ اليوم الأول لبدء معركة “طوفان الأقصى”.
ويُواجهُ أكثر من 6500 أسيرا، بينهم 39 إمرأة، وأكثر من 170 طفلًا، حالةً “كارثية”؛ عقب اتخاذ الاحتلال إجراءاتٍ تمسّ بمقومات الحياة الأساسية؛ كالماء والطعام والكهرباء والعلاج، وصولًا إلى المساحة التي تُخصّص للأسير داخل زنزانته.
وتتصاعدُ بشكلٍ يوميّ وتيرة هذه الإجراءات الانتقامية، التي تشنّها إدارة السّجون بقرارٍ من “قيادة جيش” الاحتلال، وقد وصلت إلى مرحلةٍ تمسّ بمصير الأسرى وحياتهم بشكلٍ مباشر؛ مُعتقدةً أن ذلك سيثنيهم عن النضال والمقاومة، لكنّها لا تعرف أنّ سياساتها هذه تزيدُ من قِوّتهم وصلابتهم، ودِفاعهم عن قضيتهم بِكُلّ ما أُوتوا من قوّة.
وصعّدت قوات الاحتلال من عمليات اقتحام الأقسام بوتيرةٍ عالية جدًا، يُرافقها عمليات قمعٍ وتنكيلٍ مُمنهجة، وصلت إلى الاعتداء على الأسرى، والتعامل معهم بأنّ ليس لهم أيّ تمثيلٍ اعتقالي بتاتًا، وتمّ مصادرة ملابس الأسرى في سجنيْ نفحة وريمون، وإغلاق المرافق التي كانوا يستخدمونها لغسلها وتنظيفها.
وإن أكثر السجون التي تتعرّض لإجراءاتٍ قمعية ومشدّدة، هو سجن “النقب”، الذي يُحتجز فيه أكثر من 1400 مُعتقل، فيما لم يتوقف الاحتلال عند هذا القدرِ من إجراءاته الانتقامية، وشتّى أصناف العذاب التي يحتجز بها الأسرى في زنازينه؛ بل رفضَ إخراج المرضى للعيادات، وأوقف علاجهم بشكلٍ تامّ.
كما قلّصت إدارة السجون وجبات الطعام التي تزودها للأسرى، من ثلاث وجبات إلى وجبتين، وهي عبارة عن طعامٍ سيءٍ، غير مطهي بطريقةٍ جيّدة، وبكمياتٍ قليلة.
وفي ظل هذه الإجراءات، يعيشُ أهالي الأسرى حالةً من الخوف والقلق والترقّب، على حياة ومصير أبنائهم وبناتهم المحتجزين في زنازين تفتقرُ لأدنى مقومات الحياة، تزامنًامع حرمانهم من الزيارات والاتصالات، التي تُطفئ النّار المشتعلة في قلوبهم.