الإمارات تواصل ألاعيبها في السودان.. مؤتمر إنساني بواجهة مشبوهة

وطن تتزايد الشكوك حول الدور الإماراتي في السودان، مع استمرار أبوظبي في تقديم نفسها كراعٍ إنساني بينما توجه لها اتهامات بتأجيج الحرب ودعم الميليشيات المسلحة. أحدث هذه التحركات كان مؤتمرًا إنسانيًا نظمته الإمارات بزعم دعم المتضررين من الحرب السودانية، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة مفضوحة لتبييض سجلها الملطخ في الصراع السوداني.
المؤتمر حظي بإشادة واسعة من قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في حين اعتبره المسؤولون السودانيون حيلة جديدة من أبوظبي لإخفاء تورطها في تأجيج الحرب. وزير الثقافة والإعلام السوداني خالد الأعيسر قال بوضوح إن الإمارات تمارس نفاقًا سياسيًا، حيث تدعي دعم المتضررين في وقت تقوم فيه بإغراق السودان بالأسلحة والمرتزقة.
دعم إماراتي سري لقوات الدعم السريع
لم يكن هذا المؤتمر سوى واجهة لمخططات أوسع، حيث تؤكد تقارير عديدة أن الإمارات تمد قوات الدعم السريع بالسلاح والمال، مما يعزز من نفوذ حميدتي في مواجهة الجيش السوداني. وبحسب مصادر استخباراتية، قامت أبوظبي بتوفير طائرات مسيّرة وأسلحة متطورة للميليشيا، وهو ما ساهم في استمرار القتال وتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان.
ولم يقتصر الدور الإماراتي على دعم حميدتي، بل تعدى ذلك إلى تجنيد مرتزقة من جنسيات متعددة للقتال في السودان، وهي السياسة التي سبق أن اتُّهمت بها الإمارات في حروب أخرى مثل اليمن وليبيا.
أذرع إماراتية بواجهات إنسانية
تحذيرات المسؤولين السودانيين لم تكن الأولى من نوعها، حيث تورطت الإمارات مرارًا في استخدام أذرعها الإنسانية لتحقيق أجنداتها السياسية، كما حدث في غزة واليمن. فبينما تتحدث عن تقديم المساعدات، تشير الوقائع إلى دورها التخريبي في تغذية الصراعات الداخلية.
في قطاع غزة، على سبيل المثال، كشفت تقارير أن الهلال الأحمر الإماراتي كان واجهة استخباراتية لتمرير أجندات سياسية مشبوهة، وهو ما أثار غضب الفصائل الفلسطينية. كذلك في اليمن، استخدمت أبوظبي المساعدات كغطاء للهيمنة العسكرية والاقتصادية، مما أدى إلى تدهور الأوضاع بدلاً من تحسينها.
تحركات مكشوفة وأجندة لا تتغير
يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح الإمارات في التغطية على أدوارها التخريبية في السودان، أم أن المجتمع الدولي والسودانيين سيدركون حقيقة أجندتها؟
ما هو مؤكد أن المؤتمر الإنساني الأخير لا يمكن فصله عن محاولات الإمارات لإعادة رسم دورها في السودان، لكن الوقائع الميدانية تكشف عن دور خفي يتجاوز الشعارات الإنسانية إلى تأجيج الصراعات وتقويض استقرار المنطقة.