من نيالا، حيث تحوّلت سماء دارفور من درعٍ دفاعي إلى عينٍ تراقب الناس، أفادت مصادر رسمية لموقع “سودانيز إيكو” بأن الإمارات زوّدت ميليشيا الدعم السريع برادار أمريكي متطوّر من طراز AN/TPS نُصِب داخل المدينة، ما منح الجماعة قدرةً على مراقبة الأجواء وتحريك طائراتها المسيّرة واستهداف ما تبقّى من مدنيين.
هذه القطعة ليست مجرد أجهزة رصد؛ إنها إعلانٌ صريح بأن الدعم العسكري الإماراتي للمليشيا دخل مرحلة السيطرة الجوية، ويُحوّل النزاع إلى حرب تقنية تُدار من خارج حدود السودان. الرادار يغيّر قواعد الاشتباك: يجعل من السماء ساحة واحدة للقتل لا للإنقاذ.
والخطورة لا تقف عند الرادار، بل تمتد إلى مسارات التسليح: تقارير حقوقية تحدثت عن وصول معدات بريطانية وأوروبية إلى أيدي الميليشيا بعد أن عبرت عبر أبوظبي كمحطة وسيطة. بمعنى آخر، سلاح يُصنّع في لندن وواشنطن يُشحن إلى أبوظبي ليُستخدم لاحقًا في قتل المدنيين في دارفور.
النتيجة قاسية ومؤلمة: الرادار الأمريكي في نيالا والبنادق البريطانية في دارفور والفاشر والدم السوداني هو الثمن.
