اغتيال الإمام المثلي.. جريمة تهزّ العالم وتثير جدلاً واسعًا

وطن في حادثة أثارت ضجة عالمية، قُتل محسن هندريكس، أول إمام مسلم مثلي في العالم، داخل سيارته في وضح النهار بمدينة جكيبيرها الساحلية بجنوب أفريقيا. الجريمة التي وثّقتها كاميرات المراقبة هزّت مجتمع المثليين وأثارت ردود فعل متباينة بين من يعتبرها عملاً وحشيًا ومن يرى أن هندريكس كان رمزًا لانحراف ديني مرفوض.
ولد محسن هندريكس عام 1967 في كيب تاون، ونشأ في أسرة مسلمة متديّنة، حيث كان جده باحثًا إسلاميًا بارزًا. درس الدراسات الإسلامية في باكستان، لكنه أحدث صدمة كبيرة عام 1996 عندما أعلن مثليته الجنسية، ما أدى إلى فقدانه منصبه كإمام وتوتر علاقته بأسرته والمجتمع الإسلامي في جنوب أفريقيا.
ورغم ذلك، واصل نشاطه في الدفاع عن المثليين المسلمين، وأسس منظمة “الحلقة الداخلية” التي تُعدّ من أبرز المنظمات الداعمة لمجتمع الميمعين داخل الأوساط الإسلامية، كما أسس مسجد “الغربة” الذي يعدّ أول مسجد يعلن دعمه العلني للمثليين في جنوب أفريقيا.
انتشر خبر اغتياله بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وانقسمت ردود الفعل حول مقتله. فبينما عبّر البعض عن صدمتهم واعتبروا الجريمة عملًا همجيًا يستهدف حرية التعبير والحقوق الفردية، رأى آخرون أنه كان شخصية مثيرة للجدل بتحريفه تعاليم الإسلام لتتوافق مع توجهاته، وهو ما جعله هدفًا محتملاً للانتقام.
الشرطة الجنوب أفريقية فتحت تحقيقًا موسعًا لمعرفة دوافع الجريمة، لكنها لم تؤكد بعد ما إذا كان مقتله مرتبطًا بميوله الجنسية أو أن هناك أسبابًا أخرى وراء الحادثة.
ومع استمرار الجدل حول قضيته، يظل اغتيال محسن هندريكس نقطة تحول في النقاشات المتعلقة بالمثلية داخل المجتمعات الإسلامية، خاصة مع تصاعد الدعوات لحماية حقوق الأفراد من التهديدات والعنف، مقابل تشديد المواقف الرافضة لأي محاولات لإعادة تفسير النصوص الدينية لتبرير المثلية.
الجريمة تفتح باب التساؤلات حول مدى تقبل المجتمعات الإسلامية للأفراد المثليين، ومدى تأثير التيارات المحافظة في توجيه العنف ضدهم. وبينما يستمر الجدل، تظل حادثة مقتل الإمام المثلي واحدة من القضايا الأكثر إثارة للانقسام في الرأي العام العالمي.
🔴 مقـ ـ ـتل أوّل إمام “مثلي” في العالم..
حادثة هزّت مجتمع الميم عين وخلّفت جدلا واسعا بين من يؤيّد ومن يرفض العمليّة 👇 pic.twitter.com/9TXJ5B8DNJ— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) February 20, 2025