اخبار

استشهاد أبو حمزة.. قصة “جُليبيب غزة” الذي زُف إلى الجنة

أبو حمزة.. جُليبيب غـ ـزة pic.twitter.com/LlYnwbinKW

— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) March 20, 2025

وطن في قلب أزقة غزة، حيث تختلط رائحة البحر بصوت الأذان وصمود المقاومين، سُطرت قصة جديدة من قصص التضحية والفداء. إنها قصة ناجي ماهر أبو سيف، المعروف بـ”أبو حمزة”، الناطق باسم سرايا القدس، الذي لم يمضِ على زواجه سوى أيام معدودة قبل أن يختار طريق الشهادة، تمامًا كما فعل الصحابي الجليل جُليبيب، الذي استشهد بعد زواجه مباشرةً.

وُلد أبو حمزة عام 2000 في حي الشجاعية بغزة، ونشأ في كنف عائلة بسيطة، لكنه كان يحمل في قلبه حلم الدفاع عن وطنه، فانضم مبكرًا إلى سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. رغم انشغاله بالمقاومة، قرر بدء حياة جديدة، فتزوّج قبل أسبوع واحد فقط من اندلاع الحرب الأخيرة على غزة. لكن القدر كان له رأيًا آخر، فما إن أطلقت صفارات الإنذار حتى خلع بدلة الزفاف وارتدى لثام المقاومة، ليؤكد أن الجهاد هو الأولوية قبل كل شيء.

في غارة صهيونية غادرة، استشهد “أبو حمزة” مع زوجته وأسرة شقيقه، في مشهد يُعيد إلى الأذهان قصة الصحابي جُليبيب، الذي افتقده النبي صلى الله عليه وسلم بعد المعركة، ليجده شهيدًا على أرض الميدان، فيحمله بيديه ويقول: “هذا مني وأنا منه”. وكأنّ التاريخ يعيد نفسه، وكأنّ أبو حمزة يقتفي أثر الصحابي الجليل، فيُزف إلى الجنة، حيث الشهداء والصديقون وحسن أولئك رفيقًا.

فور انتشار خبر استشهاد “أبو حمزة”، ضجّت منصات التواصل الاجتماعي برسائل التعزية والثناء على مسيرته الجهادية. نشطاء ومغردون وصفوه بـ”عريس غزة”، وتداولوا مقاطع فيديو لكلماته القوية التي لطالما بثّت الرعب في قلوب المحتلين، مؤكدين أن دمه لن يذهب هدرًا، وأن المقاومة مستمرة رغم محاولات الاحتلال لإطفاء جذوتها.

رغم رحيله، يبقى أبو حمزة أيقونة للنضال في غزة، تمامًا كما كان جُليبيب في زمن الرسول. لم يهنأ بليلة زفافه، لكن زفافه الحقيقي كان إلى جنات الخلود، حيث لا قصف ولا احتلال، بل راحةٌ أبديةٌ وسلامٌ لا ينقطع.

إسرائيل تغتال قادة حماس في رمضان.. انتقام من المقاومة أم تمهيد لمرحلة جديدة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *