اخبار

ابن سعود للإنجليز: أنتم أشرف من العرب.. ووثائق تكشف دوره بإخماد ثورة فلسطين!

وطن في عام ١٩٣٧ وبعد ان توقفت ثورة ١٩٣٦ الفلسطينية بعد ان اجتمعت الدنيا عليها، وبعد ان أصدرت لجنة بيل تقريرها، حيث توقعت بريطانيا ان تثور عليه انظمة العرب لما فيه من اجحاف بحقوق الفلسطينيين، كما كان الخوف الأنجليزي الاكبر هو ان تتحرك الثورة الفلسطينية من جديد.

بدا الإنجليز بالتحرك لوأد هذه المخاوف، وكان ابن سعود هو الذي تم التوجه اليه، فكانت الأمور في يده عربيا، لما له من تاثير على الحكام العرب آنذاك، كما انه كان اكبر من اعان بريطانيا في إيقاف الثورة الفلسطينية.

ارسلت وزارة المستعمرات والخارجية البريطانية، حامل وسام القديس مايكل والقديس جورج، وليام ريندل الى ابن سعود والذي التقاه عدة مرات في الرياض وجده في فبراير ومارس من عام ١٩٣٧ ، وكان ريندل من اقل موظفي وزارة الخارجية البريطانية خساسة، ولا غرو انه فيما بعد، أجتمع اليهود عليه وابعدوه عن منصبه، فقراراته وتقاريره لم تكن تأتي على هواهم، فهو صاحب الكتاب الأبيض الذي اغضب الصهاينة حين قيد هجرة اليهود الى فلسطين، وهو الذي سبق وان أبدى استغرابه من نساء اليهود حين وصفهن ب”الغزاة لابسات الشورتات”.

خاض وليام ريندل في هذه اللقاءات مع ابن سعود، شتى المواضيع، سنركز على بعضها وهي التي تثبت ان ابن سعود لم يكن همه سوى ان يتربع على عرش الجزيرة العربية نجدها وحجازها وان يحاول بقدرة الإنجليز وشركات النفط الأمريكية ان يستولي ويقضم ما يستطيع من أراضي الدول التي حوله، وان يؤمن حدوده بحيث لا تكون اي قوة ما قريبة منه.

اما ما تبقى فلم يكن همه ولم يلتفت إليه، فلا فلسطين ولا العالم العربي كان يعنيه في شيء، سوى ان يكون هو وعرشه واولادة في أمان.

المؤلم ان ريندل لم يسمع من ابن سعود ما كان يسعى لسماعه، فهو من خلال موقعه كرئيس الإدارة الشرقية بوزارة الخارجية في لندن، يريد اقناع الحكومة البريطانية بأن دعم بريطانيا اللامتناهي لليهود في فلسطين يعني نهاية مصالح بريطانيا في العالم العربي وان الحكام العرب والشعوب العربية ستثور على كل ما هو إنجليزي فيما لو استمرت بريطانيا في تأسيس وطن لليهود في فلسطين.

وهو هنا لم يكن ساذجا وغبيا في هذا، كما وصفه المؤرخ اليهودي إيلي خضوري، اي انه لا يعلم ان الصهيونية جندت الجميع غربا وعربا في سبيل مشروع اقامة دولتهم اللقيطة، ولكن ربندل تساذج من خلال تخويف حكومته فهو من المسيحيين المتعصبين الذين “استخسروا” فلسطين في ان تكون لشذاذ الآفاق من هؤلاء اليهود، واراد غضبا عربيا يؤيد نظرته وهدفه، واراد ذلك ان يكون من خلال ابن سعود والذي تعتمد عليه بريطانيا كليا بعد ان وضعت بيضها في سلته،

ولكنه بكل اسف خاب مسعاه، ووجد انه لا هم له سوى مصلحته والعرش الذي يجلس فوقه، وان الكلمة الفصل ليست له بل للانجليز الذين مكنوه من هذا العرش في كل يريدوه،

في اول اللقاءات التي جرت بين ابن سعود ووليام ريندل وكانت بحضور السفير البريطاني في جدة، ريدر بولارد، وبعد استلام ابن سعود لتقرير لجنة بيل والذي اوصى بتقسيم فلسطين ما بين اليهود والفلسطينيين، بحيث يلحق القسم الفلسطيني بشرق الأردن، وكان وليام ريندل يتوقع غضبا كبيرا من ابن سعود،  لكنه فوجىء انه لم يكن همه سوى معان والعقبة التي ألحقت بشرق الاردن تحت حكم الهاشميين، عدوه اللدود!.

فقال ابن سعود إنه سيعرض شكاواه تحت ثلاثة عناوين:

“لم تقدم حكومة جلالة الملك (الإنجليز ) له المساعدة التي يحتاجها، ثم كانت سياسة الحدود الخاصة بهم دائما تحاصره، (كان يريدها مفتوحة!)

ثم من خلال سياستهم (بريطانيا) في الخليج، حاولوا جعله يعتمد تجاريا على الكويت والبحرين”.

ويقول ابن سعود : “بينما ينظر صديق في حاجة إلى المساعدة إلى صديق أقوى لمساعدته، ولم يتلق أي مساعدة من حكومة جلالة الملك، انظر ماذا فعلت حكومة جلالة الملك لمصر والعراق! قد تكون تلك البلدان أغنى من المملكة العربية السعودية، لكن السعودية ستكون أكثر فائدة منهما لحكومة جلالة الملك”!.

وعندما سأله ريندل عن التعاون الإيطالي مع ابن سعود في قضية الطيران، قال ابن سعود: عندما وصلت الطائرات الإيطالية  الينا، سألت الله ان يدمرها بطياريها!.

وفي المقابلة الأخيرة، حذر ابن سعود وليام ريندل بأن “الثورة الفلسطينية قد تندلع من جديد وقد يحركها العديد من الأعداء الذين يتربصون الفرصة لإيذاء بريطانيا العظمى، وان العدو الرئيسي بينهم، بالطبع، هي إيطاليا”.

ثم يضيف ابن سعود: “انني اعلن

ان البريطانيين هم أشرف الناس. كانوا أشرف من الإيطاليين، وأشرف من الأتراك، وأشرف من العرب”!.

ويضيف ابن سعود: “انني من وجهة نظر سعودية بحتة، افضل أن تحتفظ حكومة جلالة الملك (الإنجليز ) بالانتداب على العراق، انني أفضل الإنجليز كجيران لي حتى اشعر بالأمان!!.

ويضيف كعربي ومسلم!، يجب أن اتعاطف مع الاستقلال العربي، لكن استقلال العراق خلق وضعًا مقلقا لي، والآن ستفعلون نفس الشيء مع شرق الأردن!”.

(وليتخيل القارىء ان ابن سعود لم يمانع ان يكون العالم العربي محتلا بطريقة مباشرة حتى يكون ابن سعود في أمان).

في عام ١٩٣٧ وبعد ان توقفت ثورة ١٩٣٦ الفلسطينية بعد ان اجتمعت الدنيا عليها، وبعد ان أصدرت لجنة بيل تقريرها، حيث توقعت بريطانيا ان تثور عليه انظمة العرب لما فيه من اجحاف بحقوق الفلسطينيين، كما كان الخوف الأنجليزي الاكبر هو ان تتحرك الثورة الفلسطينية من جديد.

بدا الإنجليز بالتحرك لوأد هذه المخاوف، وكان ابن سعود هو الذي تم التوجه اليه، فكانت الأمور في يده عربيا، لما له من تاثير على الحكام العرب آنذاك، كما انه كان اكبر من اعان بريطانيا في إيقاف الثورة الفلسطينية.

ارسلت وزارة المستعمرات والخارجية البريطانية، حامل وسام القديس مايكل والقديس جورج، وليام ريندل الى ابن سعود والذي التقاه عدة مرات في الرياض وجده في فبراير ومارس من عام ١٩٣٧، وكان ريندل من اقل موظفي وزارة الخارجية البريطانية خساسة، ولا غرو انه فيما بعد، أجتمع اليهود عليه وابعدوه عن منصبه، فقراراته وتقاريره لم تكن تأتي على هواهم، فهو صاحب الكتاب الأبيض الذي اغضب الصهاينة حين قيد هجرة اليهود الى فلسطين، وهو الذي سبق وان أبدى استغرابه من نساء اليهود العاملات في بناء المستوطنات، حين قال “لأول مرة أرى غزاة يلبسن شورتات”.

خاض وليام ريندل في هذه اللقاءات مع ابن سعود، شتى المواضيع، نركز على بعضها وهي التي تثبت ان ابن سعود لم يكن همه سوى ان يتربع على عرش الجزيرة العربية نجدها وحجازها وان يحاول بقدرة الإنجليز وشركات النفط الأمريكية ان يستولي ويقضم ما يستطيع من أراضي الدول التي حوله، وان يؤمن حدوده بحيث لا تكون اي قوة ما، قريبة منه.

اما ما تبقى فلم يكن همه ولم يلتفت إليه، فلا فلسطين ولا العالم العربي كان يعنيه في شيء، سوى ان يكون هو وعرشه واولادة في أمان.

المؤلم ان ريندل لم يسمع من ابن سعود ما كان يسعى لسماعه، فهو من خلال موقعه كرئيس الإدارة الشرقية بوزارة الخارجية في لندن، يريد اقناع الحكومة البريطانية بأن دعم بريطانيا اللامتناهي لليهود في فلسطين يعني نهاية مصالح بريطانيا في العالم العربي وان الحكام العرب والشعوب العربية ستثور على كل ما هو إنجليزي فيما لو استمرت بريطانيا في تأسيس وطن لليهود في فلسطين.

وريندل هنا لم يكن ساذجا وغبيا في هذا، كما وصفه المؤرخ اليهودي إيلي خضوري، اي انه لا يعلم ان الصهيونية قد جندت جميع الساسة غربا وعربا في سبيل مشروع اقامة دولتهم اللقيطة، ولكن ربندل تساذج من خلال تخويف حكومته فهو من المسيحيين المتعصبين الذين “استخسروا” فلسطين في ان تكون لشذاذ الآفاق من هؤلاء اليهود، واراد غضبا عربيا يؤيد نظرته وهدفه، واراد ذلك ان يكون من خلال ابن سعود والذي تعتمد عليه بريطانيا كليا بعد ان وضعت بيضها في سلته،

ولكنه بكل اسف خاب مسعاه، ووجد انه لا هم لابن سعود سوى مصلحته والعرش الذي يجلس فوقه، وان الكلمة الفصل ليست له بل للانجليز الذين مكنوه من هذا العرش في كل يريدوه،

في اول اللقاءات التي جرت بين ابن سعود ووليام ريندل وكانت بحضور السفير البريطاني في جدة، ريدر بولارد، وبعد استلام ابن سعود لتقرير لجنة بيل، والذي اوصى بتقسيم فلسطين ما بين اليهود والفلسطينيين، بحيث يلحق القسم الفلسطيني بشرق الأردن، وكان وليام ريندل يتوقع غضبا كبيرا من ابن سعود،  لكنه فوجىء انه لم يكن همه سوى معان والعقبة التي ألحقت بشرق الاردن تحت حكم الهاشميين، عدوه اللدود!.

(شاهد) وثيقة بريطانية تثبت تجنيد الإنجليز للملك عبدالعزيز بن سعود عام 1897 في الكويت

فقال ابن سعود إنه سيعرض شكاواه تحت ثلاثة عناوين:

“لم تقدم حكومة جلالة الملك (الإنجليز ) له المساعدة التي يحتاجها، ثم كانت سياسة الحدود الخاصة بهم دائما تحاصره، (كان يريدها مفتوحة!)

ثم من خلال سياستهم (بريطانيا) في الخليج، حاولوا جعله يعتمد تجاريا على الكويت والبحرين”.

ويقول ابن سعود : “بينما ينظر صديق في حاجة إلى المساعدة إلى صديق أقوى لمساعدته، ولم يتلق أي مساعدة من حكومة جلالة الملك، انظر ماذا فعلت حكومة بريطانيا لمصر والعراق! قد تكون تلك البلدان أغنى من المملكة العربية السعودية، لكن السعودية ستكون أكثر فائدة منهما لحكومة جلالة الملك”!.

في عام ١٩٤٦ وصف ابن سعود نفسه للقنصل البريطاني في جدة، قرافيتي سميث، بأنه “جاسوس بريطانيا في العالم العربي”، وأنه كان يستمتع بهذه المكانة الخاصة في السياسة البريطانية العربية.

(GraffteySmith to Bevin, Jeddah, 11 Feb. 1946, FO 371/52510/E1512).

وعندما سأله ريندل عن التعاون الإيطالي مع ابن سعود في قضية الطيران، قال ابن سعود: عندما وصلت الطائرات الإيطالية  الينا، سألت الله ان يدمرها بطياريها!.

وفي المقابلة الأخيرة، حذر ابن سعود وليام ريندل بأن “الثورة الفلسطينية قد تندلع من جديد وقد يحركها العديد من الأعداء الذين يتربصون الفرصة لإيذاء بريطانيا العظمى، وان العدو الرئيسي بينهم، بالطبع، هي إيطاليا”.

ثم يضيف ابن سعود: “انني اعلن

ان البريطانيين هم أشرف الناس. كانوا أشرف من الإيطاليين، وأشرف من الأتراك، وأشرف من العرب”!.

الإنجليز .. أشرف الناس.. أشرف من العرب والترك والطليان!
الإنجليز .. أشرف الناس.. أشرف من العرب والترك والطليان!

ويضيف ابن سعود: “انني من وجهة نظر سعودية بحتة، افضل أن تحتفظ حكومة جلالة الملك (الإنجليز ) بالانتداب على العراق، انني أفضل الإنجليز كجيران لي حتى اشعر بالأمان!!.

ويضيف كعربي ومسلم!، يجب أن اتعاطف مع الاستقلال العربي، لكن استقلال العراق خلق وضعًا مقلقا لي، والآن ستفعلون نفس الشيء مع شرق الأردن!”.

(وليتخيل القارىء ان ابن سعود لم يمانع ان يكون العالم العربي محتلا بطريقة مباشرة حتى يكون ابن سعود في أمان).

وهنا يعلق وليام ريندل في تقريره بل ما يلي:

“يجب أن نتذكر أنه كان قد تلقى للتو تقرير اللجنة الملكية حول فلسطين، ولم يكن لديه وقت كافٍ للنظر فيه بشكل كافٍ فحسب، بل افترض أن خطة التقسيم كانت نهائية ومستقرة؛ لذلك، كان يفكر حصريا في مصالحه الخاصة، ومن هنا جاءت تحفظاته حول العقبة ومعان المشار إليها في قسم فلسطين من هذا التقرير”.

وعندما اقترح ريندل على ابن سعود إشراك دول الخليج العربي في بعض المعاهدات، رد ابن سعود ان هذه الدول وهمية لا اعتبار لها، فرد ريندل ان لبريطانيا علاقات مع هذه الدول تعود لقرن ونصف، اي علاقتنا بهم اقدم من علاقتنا بك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *