إفطار إماراتي للصهاينة.. وأهل غزة جائعون تحت الحصار!

وطن في مشهد أثار موجة غضب واسعة في الأوساط العربية والإسلامية، استضاف وزير الدولة الإماراتي لشؤون الشباب، سلطان النيادي، السفير الإسرائيلي لدى أبوظبي، يوسي شيللي، في مأدبة إفطار رمضانية. هذه الخطوة، التي جاءت في وقت يعاني فيه الفلسطينيون في غزة من مجاعة خانقة بفعل الحصار والعدوان الإسرائيلي المستمر، اعتُبرت استفزازًا صارخًا لمشاعر المسلمين حول العالم.
المأدبة، التي أقيمت ضمن فعالية حملت عنوان “إفطار القيم الإماراتية”، حظيت بتغطية واسعة من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث عبر السفير الإسرائيلي عن امتنانه للنيادي وحكومة الإمارات، مشيدًا بـ”التسامح والرؤية المستقبلية” التي تجسدها أبوظبي. في المقابل، تساءل ناشطون عن أي “قيم” تتحدث عنها الإمارات، وهي تفرش موائدها للصهاينة، بينما يموت الأطفال في غزة بسبب الجوع ونقص الدواء.
هذا الإفطار ليس الحدث الأول الذي يعكس عمق العلاقات الإماراتية الإسرائيلية بعد اتفاقيات التطبيع، بل يأتي ضمن سلسلة خطوات تعزز النفوذ الإسرائيلي في المنطقة. فمنذ بداية العدوان على غزة، لعبت الإمارات دورًا رئيسيًا في تبرير الجرائم الإسرائيلية، سواء عبر تصريحات مسؤوليها، أو من خلال وسائل الإعلام الممولة إماراتيًا، التي شنت حملة ضد المقاومة الفلسطينية.
إضافة إلى ذلك، تقارير عديدة أكدت أن الإمارات استقبلت جنودًا إسرائيليين، بحجة “تحسين حالتهم النفسية” بعد مشاركتهم في الحرب. هذا الدعم غير المباشر لجيش الاحتلال، في ظل الصمت العربي، يثير تساؤلات حول حقيقة الدور الذي تلعبه أبوظبي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
على منصات التواصل الاجتماعي، انتشرت موجة استنكار واسعة ضد هذه الخطوة، حيث اعتبر الناشطون أن الإمارات تجاوزت التطبيع التقليدي إلى مستوى “التحالف الاستراتيجي” مع الاحتلال. تساءل البعض عن دوافع هذه الخطوة، خاصة أن الإمارات، التي تسوق نفسها كداعم للاستقرار في المنطقة، لم تبذل أي جهود لوقف المجازر في غزة، بينما تفتح ذراعيها لاستقبال المسؤولين الإسرائيليين بكل حفاوة.
في الوقت الذي تُفرض فيه عقوبات اقتصادية مشددة على الفلسطينيين، وتحاصرهم إسرائيل بالمجاعة، تواصل بعض الأنظمة العربية، وعلى رأسها الإمارات، تعزيز علاقتها مع الاحتلال، غير مكترثة بموقف الشعوب العربية والإسلامية. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: إلى متى ستظل الحكومات العربية تتجاهل أصوات شعوبها الداعمة لفلسطين، وإلى متى سيستمر هذا التحالف المخزي مع المحتل؟
اقرأ أيضا:
“أحضان وتعازِ”.. وفد إماراتي رسمي في إسرائيل