إعلام الثورة السورية يتبنى خطاب التطبيع: من “الشهداء” إلى “القتلى” في غزة

وطن في مشهد أثار غضبًا واسعًا، فاجأت منصات إعلامية محسوبة على “الثورة السورية” جمهورها باعتماد لغة إعلامية مغايرة، حيث استخدمت مصطلح “القتلى” لوصف شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو ما اعتُبر مؤشرًا خطيرًا على تغيّر في الخط التحريري ينسجم مع خطابات وسائل إعلام خليجية مقربة من مسار التطبيع مع إسرائيل.
المنصات التي كانت ترفع لواء الثورة، وتُفاخر بأنها منحازة لقضايا الأمة، أعادت صياغة الرواية الفلسطينية بلغة “باردة” تُخالف وجدان الشارع العربي. التقرير الذي نشره موقع “تلفزيون سوريا” أثار استهجانًا واسعًا بعد أن وصف الغارات الإسرائيلية بأنها أسفرت عن “23 قتيلاً”، دون أي إشارة لسياق العدوان أو الطبيعة المدنية للضحايا.
التحوّل في المصطلحات لم يكن مجرد زلة لغوية، بل جاء بعد سلسلة تطورات، من بينها لقاء غير معلن في الرياض بين قيادات محسوبة على المعارضة السورية ووفد أميركي برعاية خليجية. وتزامن ذلك مع حملات تضييق على ناشطين فلسطينيين داخل مناطق سيطرة المعارضة.
المراقبون يعتبرون أن هذه اللغة تعكس توجهًا سياسيًا جديدًا بدأ يتبلور، هدفه التماهي مع سياسات الدول الداعمة، وإرسال إشارات “طمأنة” للعواصم الغربية عبر تخفيف نبرة المقاومة وشيطنة مفرداتها.
وتساءل نشطاء: “هل تحوّلت منابر الثورة إلى أذرع إعلامية لتجميل الاحتلال؟ وهل باتت غزة عبئًا لغويًا يجب التنصل منه؟”. فالتغيير في المصطلحات يُعد مؤشرا على إعادة تموضع سياسي واضح.
هذا التحوّل فتح الباب أمام تساؤلات كبرى: هل فقدت هذه المنصات استقلاليتها التحريرية؟ وهل أصبحت القضية الفلسطينية ثمنًا للتقارب مع الغرب؟
المفارقة أن من كانوا يُفترض أنهم أنصار للثورة والحرية، يخذلون اليوم مقاومة شعب محتل، لا فقط بالصمت، بل بإعادة إنتاج الرواية الصهيونية بلغتنا نحن.
سوريا تلاحق قيادات الجهاد الإسلامي.. أحمد الشرع يسترضي من في عزّ معركة غزة؟