اقتحم وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي موقع «ترسلة» قرب بلدة جبع جنوب جنين في خطوة لتعزيز الاستيطان، فيما شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة اقتحامات ومداهمات واسعة طاولت عدداً من مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، أسفرت عن إصابات واعتقالات، بالتزامن مع هجمات للمستوطنين في مناطق متفرقة في الضفة.
وفي التفاصيل، اقتحم وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ظهر الجمعة، موقع «ترسلة» قرب بلدة جبع جنوب جنين.
وقالت مصادر محلية إن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت الموقع مصحوبة بطائرتي هليكوبتر، والتي هبطت في منطقة سهل بلدة عجة (جنوب جنين) قرب الموقع، فيما نصبت قوات الاحتلال حاجزاً على مدخل بلدة عجة قرب جبع وأعاقت حركة المركبات وفتشتها.
وأشارت إلى أن موقع «ترسلة» الذي كان مقام عندها مستوطنة «سانور»، قد أخليت عام 2005، بالإضافة إلى مستوطنات «حومش» و»جانيم» و»كادي»م ومعسكر « دوتان- عرابة».

رسالة لماكرون

ونقلت صحف عبرية عن كاتس تصريحه عقب اقتحامه الموقع، إن «توسيع الاستيطان في الضفة رسالة لـ(الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون وأصدقائه بأنهم سيعترفون بدولة فلسطينية على الورق، وأن هذا الورق سينتهي في سلة مهملات التاريخ، والاستيطان في الضفة سيقوى، وإسرائيل ستزدهر وتنتعش، لا تهددونا بالعقوبات، لن تركعونا، ولن نخضع أمام التهديدات».
وجاء الاقتحام بعد يوم من مصادقة «الكابينيت» الإسرائيلي، قبل نحو أسبوعين على خطة لإقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، ومن ضمنها مستوطنة «سانور» المخلاة التي اقتحمت اليوم من أرفع مسؤول إسرائيلي.
وفي وقت سابق، تضمنت خطة الاحتلال، المصادقة على «تسوية الوضع القانوني لتسعة مواقع استيطانية قائمة وتحويلها إلى مستوطنات معترف بها رسميا إلى جانب إنشاء مستوطنات جديدة في مناطق تعتبر معزولة في عمق الضفة الغربية»، ومن بين المواقع المستهدفة جبل عيبال في نابلس، بالإضافة إلى مناطق في شمال الضفة الغربية.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرية صانور جنوب جنين حيث داهمت عددا من المنازل وفتشتها، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي تجاه مركبة، دون أن يبلغ عن إصابات.
ميدانيا، أصيب 6 فلسطينيين بالرصاص الحي خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال بلدة إذنا غرب مدينة الخليل، ووصفت إصابات بعضهم بالمتوسطة، حيث جرى نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
ونظم مستوطنون من مستوطنتي «تيلم و»ادورا» المقامتين على أراضي المواطنين شمال غرب الخليل، مسيرة استفزازية على ما يسمى بشارع «35» الاستعماري، وصولا إلى مدخل بلدة إذنا غرب الخليل، علما أن الاحتلال أغلق الخميس، كافة الطرق الفرعية للبلدة بالسواتر الترابية، وأعاق تنقل المواطنين.
وفي طولكرم، اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي علار وصيدا شمال المدينة، ونفذت عمليات دهم وتفتيش للمنازل، وسط انتشار مكثف لعناصرها في الشوارع والأزقة.
وفي نابلس، توغلت قوات الاحتلال من جهة حاجز دير شرف باتجاه منطقة خلة الإيمان في الجبل الشمالي، وامتد الاقتحام إلى قرية اللبن الشرقية جنوب المدينة.
كما داهمت قوات الاحتلال عدة أحياء في مدينة قلقيلية واعتقلت الشاب أنس قرعان بعد اقتحام منزله. وفي نابلس أيضاً، اعتقلت القوات والدة وشقيقة وخالة المطارد عبد الكريم صنوبر، خلال اقتحام منزل العائلة.
وفي جنين، اقتحم جيش الاحتلال بلدة سيريس الواقعة جنوب المدينة، ضمن سياسة يومية تستهدف قرى وبلدات الضفة، وترافقها في الغالب عمليات اعتقال وتخريب للمنازل والممتلكات الفلسطينية.

هجمات للمستوطنين

على صعيد موازٍ، شرعت مجموعات من المستوطنين بتنفيذ هجمات في مناطق متفرقة في الضفة كما اعترضت مجموعات منهم طريق دخول شاحنات المساعدات لقطاع غزة.
ففي رام الله، تجمهر مئات المستوطنين عند المدخل الشرقي لقرية أم صفا شمال غرب رام الله، تحت حماية قوات الاحتلال انطلقت من مستوطنتي «عطيرت» حتى مستوطنة «حلميش» شمال غرب رام الله.
وقال رئيس مجلس قروي أم صفا مروان صباح إن عشرات المستوطنين يحملون أعلام دولة الاحتلال تجمعوا منذ ساعات الصباح عند مدخل مستوطنة «عطيرت»، قبل أن ينطلقوا بمسيرة بحماية جيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، نحو مستوطنة «حلميش»، مرورا بالشارع الرئيسي المحاذي لقرية أم صفا.
وأشار إلى أن الاحتلال أغلق الشارع الواصل بين قرية النبي صالح ودوار روابي أمام مركبات المواطنين، الأمر الذي اضطرهم لسلوك طرق طويلة والتفافية. وردد المستوطنون شعارات استفزازية وسط مخاوف من تنفيذ اعتداءات على منازل وممتلكات الفلسطينيين، فيما انطلقت نداءات عاجلة عبر مكبرات الصوت ووسائل التواصل الاجتماعي تدعو الأهالي للتوجه إلى مدخل القرية للتصدي لأي محاولة اقتحام. ويُشار إلى أن قرية أم صفا شهدت في الأشهر الماضية اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين، شملت إحراق مركبات واقتحام منازل وتخريب ممتلكات، دون تدخل حقيقي من جيش الاحتلال لوقف هذه الهجمات، ما يجعل أي تجمهر للمستوطنين مؤشراً خطيراً على احتمال تصعيد جديد.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد وتيرة العنف الاستيطاني في عموم مناطق الضفة الغربية، إذ وثق مركز المعلومات الفلسطيني «معطى» نحو 900 اعتداء للمستوطنين منذ بداية عام 2025 وحتى 24 أيار/مايو من العام ذاته، في مؤشر واضح على تنامي حجم الانتهاكات المنظمة بحق الفلسطينيين في الضفة المحتلة.

بؤرة جديدة

وفي أريحا دشن أقام مستوطنون بؤرة استيطانية في الأغوار الشمالية عززوها بحظيرة وقطيع أبقار، وصهاريج مياه، في سهل أم القبا بالأغوار الشمالية.
وأفاد الناشط الحقوقي عارف دراغمة أن البؤرة الجديدة تعني أن آلاف الدونمات الرعوية والسهلية ستغلق أمام المواطنين الفلسطينيين في تلك المنطقة.وفي السياق ذاته، أقدم مستوطنون على تسييج مزيد من الأراضي في عين الحلوة في الأغوار الشمالية.
وأفادت مصادر محلية من المنطقة، أن مستوطنين سيجوا أراضي على مقربة من خيامهم، الأمر الذي يعني فقدانهم مزيداً من الأراضي الرعوية.
وفي سياق مواز، شارك عشرات المستوطنين، في قطع طريق شاحنات المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة، في تحرك نظمته حركة ما يسمى «تساف 9».
ومن بين المشاركين في هذا التحرك، شاي وينكرت، والد عمر الذي كان قد أُطلق سراحه من أسر حركة «حماس».
وفي تصريح له خلال الفعالية، قال وينكرت: «نحن هنا للضغط على «حماس». يجب علينا وقف إمدادات الوقود لـ»حماس». هذا هو السبيل لإنقاذ الرهائن وإنقاذ أمن إسرائيل. نطالب: لن تدخل أي مساعدات لحماس، نقطة».
وفي القدس المحتلة، أدى منع الاحتلال الإسرائيلي لشاحنات النظافة من عبور حاجز قلنديا العسكري، إلى تراكم النفايات في شوارع وأحياء بلدة كفر عقب، شمال القدس المحتلة.
وقالت محافظة القدس إن «تراكم النفايات في شوارع كفر عقب يعكس أزمة حادة تعيشها البلدة منذ أسابيع؛ بسبب منع الاحتلال شاحنات النظافة من عبور حاجز قلنديا، حيث تراكمت النفايات بنسبة 150%، ما تسبب في تلوث بيئي كبير وأضرار صحية خطيرة».
وأفاد مصدر محلي أن «سبب الأزمة يعود إلى منع سلطات الاحتلال مرور شاحنات جمع النفايات عبر حاجز قلنديا العسكري، ما يمنعها من الوصول إلى مكب النفايات الرئيسي الذي يقع على بعد أمتار خلف الحاجز».
وأضاف المصدر أنه «بسبب هذا المنع، تضطر شاحنات جمع النفايات إلى اتخاذ مسار بديل وطويل، يمر عبر حاجز جبع العسكري، ومن ثم الانتظار لساعات على حاجز حزما العسكري، قبل الوصول إلى مكب النفايات»، موضحا أن هذا المسار البديل يتسبب في تأخيرات يومية ويعطل جدول تفريغ الحاويات، ما يؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل مستمر.

شاركها.