كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، أن المستوى السياسي في تل أبيب يرى أن حركة حماس تتخذ من جثث الرهائن المحتجزين لديها “ورقة مساومة” في مفاوضات التهدئة، مؤكدة أن الحكومة الإسرائيلية تدرس خطوات بالتنسيق مع الولايات المتحدة للضغط على الحركة في هذا الملف الإنساني الحساس.
ووفق ما نقلته قناة “العربية” نقلًا عن مصادر عبرية، فإن تل أبيب تنظر بقلق متزايد إلى تعامل حماس مع ملف الجثامين، معتبرة أن الحركة تستخدمه لتعزيز موقعها التفاوضي واستثمار الضغوط الداخلية في إسرائيل لانتزاع مكاسب سياسية.
وأشار موقع جيروزاليم بوست إلى أن الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن يدرسون خمسة خيارات محتملة للرد في حال تأخرت حماس في إعادة الجثث أو قدمت معلومات غير دقيقة حول مواقعها، مضيفًا أن هذه الخيارات تشمل إجراءات سياسية وأمنية وربما ميدانية.
وبحسب ما أوردته صحيفة لو موند الفرنسية، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي لوّح بإمكانية استئناف العمليات العسكرية في حال استمرار ما وصفه بـ “مماطلة حماس” في تسليم الجثامين، معتبرًا أن التزام الحركة بهذا الملف سيكون اختبارًا لنواياها تجاه أي اتفاق تهدئة قادم.
في المقابل، أكدت تقارير أن حماس تعتبر رفات الرهائن وسيلة ضغط مشروعة ضمن معادلة التبادل، خاصة في ظل فشل المفاوضات السابقة في تحقيق أي اختراق جوهري في ملف الأسرى والمفقودين.
كما نقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن الحكومة تدرس الربط بين إعادة الجثامين واستمرار تدفق المساعدات إلى غزة، في محاولة لفرض واقع تفاوضي جديد يضع الملف الإنساني في صدارة الأولويات السياسية.
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد الإعلامي والسياسي يأتي في وقت حساس تسعى فيه إسرائيل لاستعادة الردع بعد شهور من الهدوء النسبي، بينما تحاول حماس الحفاظ على أوراق ضغطها قبل أي تسوية محتملة تشمل الأسرى والمفقودين.
وبينما تتزايد التحركات الدبلوماسية بين واشنطن وتل أبيب لإيجاد مخرج لهذه الأزمة، يظل ملف جثث الرهائن أحد أكثر الملفات تعقيدًا في الصراع، نظرًا لما يحمله من أبعاد إنسانية وسياسية وأمنية، قد تحدد مستقبل المفاوضات في المرحلة المقبلة.
