أثار تصويت الولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة، ضدّ مشروع قرار في مجلس الأمن، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ردود فعل مستنكرة، ووصفت منظمة أطباء بلا حدود “الفيتو” الأمريكي بأنه “تصويت ضد الإنسانية”.
وأخفق مجلس الأمن للمرة الثانية الليلة الماضية في تمرير مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض، رغم تصويت 13 دولة لصالح القرار الذي امتنعت بريطانيا من التصويت عليه.
وأعربت الصين عن بالغ أسفها لسقوط مشروع القرار، وقال مندوبها في مجلس الأمن إنّ التغاضي عن استمرار القتال مع الدعوة إلى منع امتداد الصراع هو خداع للنفس.
فيما قالت روسيا إنّ الفيتو الأمريكي بمثابة قرار بإعدام آلاف المدنيين في قطاع غزة، فيما قال وزير خارجية النرويج إنّ عجز مجلس الأمن عن الاتفاق على وقف النار “أمر مأساوي”.
وتتذرّع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي طلبت من الكونغرس الموافقة على بيع 45 ألف قذيفة دبابات ميركافا لـ “إسرائيل” بأنّ وقف إطلاق النار الآن في قطاع غزة سيفيد حركة حماس.
الخارجية الفلسطينية: ازدواجية معايير تميّز بين المدنيين، وفقًا لهوية الجلّاد والضحية
وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان، إن فشل إقرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة بمثابة استمرار للفشل في حماية المدنيين الفلسطينيين، الأمر الذي يجحف بالقانون الدولي ومصداقية مجلس الأمن.
وأضافت أن الفشل في وقف النار يأتي امتدادًا لازدواجية معايير دولية بائسة تمييزية بين المدنيين في العالم، وانتقائية في تطبيقات القانون الدولي وفقًا لهوية الجلاد والضحية، بما يعني إعطاء “إسرائيل” المزيد من الوقت لمواصلة عدوانها دون أي اعتبار للقانون الدولي والمطالبات الدولية المتواصلة لحماية المدنيين وتوفير احتياجاتهم الإنسانية الأساسية بشكل مستدام.
حماس: الإدارة الأمريكية شريكة ومتواطئة
وقالت حركة حماس في بيان إنّها تدين بأشدّ العبارات إفشال إدارة الرئيس الأمريكي بايدن، لمشروع القرار في مجلس الأمن، المطالب بالوقف الفوري للعدوان على غزة. واعتبرت الحركة، الإدارة الأمريكية شريكة ومتواطئة في قتل الفلسطينيين عبر دعمها السياسي والعسكري للاحتلال لمواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة.
وتوجّهت حماس بالشكر للدول التي صوّتت لصالح مشروع القرار (13 دولة مع وقف النار) وخصّت بالذكر روسيا والصين والمجموعة العربية، ودعت المجتمع الدولي لـ “اتخاذ خطوات جدية وملموسة لوقف مجازر الاحتلال النازي، التي فاقت فظاعتها أبشع الجرائم التي ارتكبت في العصر الحديث”.
تركيا: واشنطن ظلت الوحيدة في تأييد مواصلة الحرب على غزة
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن واشنطن ظلت وحيدة بخصوص تأييد مواصلة الحرب على غزة، وذلك تعليقًا على مشروع قرار وقف إطلاق النار، الذي اعترضت عليه الولايات المتحدة في مجلس الأمن.
وأوضح الوزير فيدان أنه في لقاء مجموعة اتصال غزة مع بلينكن، عبروا عن المأساة التي تعيشها غزة بكل وضوح، وأنهم باتوا ناطقين باسم تمرد الرأي العام العالمي حول هذه القضية. وأشار إلى أن الرأي العام العالمي برمته سيقُيّم الفيتو الأمريكي على مشروع القرار الذي قدمته 97 دولة من أصل 193 دولة.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيليّ المستمر على قطاع غزة إلى أكثر من 17.500 ألف شهيد، ونحو 47 ألف جريحًا، 70 في المئة منهم من النّساء والأطفال.
