اخبار

إجماع إسرائيلي على استمرار الحرب رغم الاختلاف بين المستويين السياسي والأمني

13 أغسطس 2024آخر تحديث :

صدى الاعلام_عكس السجال الذي دار بين وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمس، أن الخلافات بينهما، حول صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار، تكاد تكون شخصية وربما ذات طابع أيديولوجي بالنسبة لليمين المتطرف الذي يريد إعادة الاستيطان في قطاع غزة، لكن لا خلاف بينهما على أن الحرب على غزة ستستمر لفترة طويلة جدا.

وتطالب حركة حماس، في إطار صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار بانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وبضمن ذلك الانسحاب من محور فيلادلفيا ومعبر رفح، وعودة سكان شمال القطاع إلى بيوتهم المدمرة.

ويرفض نتنياهو ومعه وزراء اليمين المتطرف، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، هذه المطالب كلها، فيما يقول غالانت وقادة الأجهزة الأمنية إنه بالإمكان الاستجابة لبعض هذه المطالب مؤقتا، بحيث تُنفذ الصفقة جزئيا ومن ثم استئناف الحرب.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم، عن مسؤول أمني رفيع مطلع “وليس سياسيا”، قوله إنه “سنعيد الجميع، وننظم أنفسنا ونعود إلى القتال. ووقف إطلاق النار ليس نهاية الحرب”.

وأضاف أن مقترح الصفقة المطروح حاليا “ليس جيدا. وواضح أنني أريد تحرير مخطوفين أحياء أكثر، لكن الصفقة صحيحة الآن، وهذا الحد الأقصى الذي بإمكاني تحقيقه حاليا”.

وادعى ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي أنه “حتى إذا كان ضباط كبار يفكرون بشكل مختلف عن رئيس الحكومة بما يتعلق بتشديد المواقف في إطار المفاوضات حول الصفقة، إلا أن موقف نتنياهو نابع من دوافع موضوعية وليس سياسية”.

إلا أن الضابط أضاف أنه “في المؤسسة العسكرية يوجد إجماع بما يتعلق بمحاولات المستوى السياسي، من جانب نتنياهو وكذلك من جانب غالانت، لجر كبار الضباط إلى نقاشات سياسية. وأنا أختلف مع نتنياهو لكني أعتقد أن إصراره في المفاوضات موضوعي، بما يتعلق بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح وكذلك في قضية عودة السكان إلى شمال القطاع”.

وتابع الضابط نفسه أنه يؤيد موقف جهاز الأمن، الذي بموجبه بالإمكان التعامل مع القضايا التي يصر نتنياهو عليها من أجل عدم إهدار الفرصة للتوصل إلى صفقة “وإنقاذ مخطوفين أحياء”.

لكن الضابط اعتبر أيضا أنه “نحن ملزمون بمواصلة العمل وتدمير الأنفاق تحت محور فيلادلفيا، حتى إذا كان معظم الأنفاق لا تعمل في السنوات الأخيرة، وهذا يستغرق وقتا”.

وفيما يتعلق بمحور فيلادلفيا، قال مسؤول أمني إن “العملية العسكرية لتدمير أنفاق فيلادلفيا من شأنها أن تصطدم مع شروط صفقة مستقبلية لتحرير مخطوفين”، لكن الصحيفة أشارت إلى وجود قناعة في جهاز الأمن بوضع حلول تكنولوجية مبتكرة، للمدى القريب والبعيد، تساعد على اكتشاف أنفاق “وستكون مقبولة على الدول التي تتوسط المفاوضات”. وقال غالانت، أمس، إنه “لن يحدث شيئا إذا انسحبنا من محور فيلادلفيا لشهرين أو ثلاثة”.

وترفض إسرائيل بشدة الانسحاب من معبر رفح واستمرار وجود حماس في الجانب الفلسطيني من المعبر، بينما الخلاف بين المستويين السياسي والأمني يتعلق بهوية العناصر التي ستكون هناك.

وحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي والموساد والشاباك “يريدون وجود مندوبين فلسطينيين إلى جانب قوة دولية، حتى لو كانت هذه جهات مقربة أو مرتبطة بالسلطة الفلسطينية”، بينما يرفض المستوى السياسي وجود قوة فلسطينية تابعة للسلطة.

وأضافت الصحيفة أن جميع المسؤولين الأمنيين قالوا إن “المستوى السياسي سيضطر إلى التنازل، لأنه لن تكون هناك شرعية شعبية في إسرائيل لرفض صفقة فقط لأن جهة فلسطينية مقربة من السلطة الفلسطينية ستتواجد في معبر رفح بدلا من أفراد شرطة حماس”.

وقال مسؤول أمني إسرائيلي إن “المستوى السياسي سيضطر إلى التنازل هنا والسماح بتواجدهم في المعبر، ولا أرى إمكانية لعودة السلطة الفلسطينية إلى داخل غزة حاليا. والمصريون يمارسون ضغوطا شديدة كي نفتح المعبر. وهذا أمر هام لهم بسبب الرأي العام الداخلي وأن يظهروا أنهم يقدمون مساعدة إنسانية لسكان غزة، وهذا مهم لهم اقتصاديا طبعا”.

وفيما يتعلق بعودة سكان شمال القطاع إلى بيوتهم، فإن ما يقلق الجيش الإسرائيلي والشاباك هو عودة مقاتلين في حماس إلى الشمال والقدرات الإسرائيلية المحدودة في منع ذلك، وفقا للصحيفة.

في المقابل، يخشى المستوى السياسي من تأثير العودة إلى الشمال على الوعي. ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن “واقعا يعود فيه سكان غزة إلى بيوتهم في الشمال، بينما لم يعد جميع سكان بلدات غلاف غزة إلى بيوتهم هو واقع معقد إدراكيا”.

وحسب الصحيفة، فإنه إذا وافقت إسرائيل على عودة السكان إلى شمال القطاع، “سيُنفذ ذلك بصورة تدريجية ومدروسة، بإشراف أمني إسرائيلي مشدد، من حيث جمع المعلومات الاستخباراتية وكذلك من حيث المنطقة العازلة بين غزة والبلدات الإسرائيلية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *