
عاد الجدل بقوة في خضمّ التصعيد بالسودان، بعد موجة تفاعل واسعة أثارها المغرّد القطري المعروف “بوغانم”، الذي وجّه تحذيرًا مثيرًا للجدل للسودانيين، ملمّحًا إلى احتمال استهداف الفريق ياسر العطا، ومشيرًا وفق تعبيره إلى “دور محتمل” للمراسل محمد العرب في أي حادث مماثل. هذه التصريحات أشعلت المنصّات وأعادت فتح ملفات إعلامية قديمة مرتبطة باسم العرب.
وجرى خلال الساعات الماضية تداول مقطع قديم من برنامج “الصندوق الأسود” على قناة الجزيرة بتاريخ نوفمبر 2017، بعنوان “اليمن.. كيد الأشقاء”، تضمن شهادات وادعاءات تحدثت عن مزاعم حول نشاطات قام بها محمد العرب خلال فترة عمله مراسلًا في اليمن. ورغم أن تلك الادعاءات لم تُثبت رسميًا، فإن انتشارها مجددًا أعاد الاسم إلى الواجهة في توقيت بالغ الحساسية.
وتزامن ذلك مع ظهور العرب مؤخرًا داخل مناطق التوتر في السودان ولقائه عدداً من كبار القادة العسكريين، ما فتح الباب أمام موجة جديدة من التكهنات والاتهامات المتبادلة على منصّات التواصل، وسط تساؤلات حول أسباب حضوره المتكرر في بؤر الصراع، وهل الأمر يتعلق بعمله الصحفي فقط أم خلفيات أخرى تدفع لإعادة طرح هذه التساؤلات.
ويرى مراقبون أن الضجيج الدائر قد يكون جزءًا من حرب إعلامية متبادلة، فيما يذهب آخرون لاعتبار أن تعقيدات المشهد في السودان تجعل أي شخصية تعمل قرب خطوط النار عرضة للتأويل. وبين الاتهامات والنفي، يبقى ثابت واحد: في زمن الحروب، يتحوّل المراسل أحيانًا إلى لاعب مؤثر، وتصبح الكاميرا جزءًا من ميدان الصراع لا يقل خطورة عن البندقية.
