أول بورتريه رسمي للملك تشارلز الثالث يثير جدلًا كبيرًا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) كشف قصر باكنغهام الثلاثاء، عن أول صورة رسمية للملك تشارلز الثالث منذ تتويجه، وأثارت ضربات الفرشاة الحمراء اللامعة انقسامًا بالآراء حولها.
قدّم اللوحة التي يبلغ طولها 8.5 × 6.5 الفنان البريطاني جوناثان يو الذي رسم شخصيات رفيعة المستوى طوال حياته المهنية، من بينها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، والممثلة نيكول كيدمان، والناشطة في مجال التعليم ملالا يوسفزاي.
يظهر يو، الذي بدأ مشروع رسم هذه اللوحة عندما كان الملك تشارلز لا يزال أميرًا لويلز، الملك وهو يرتدي زي الحرس الويلزي، والسيف في يده، على خلفية حمراء نارية يبدو أنها تبتلعه بالكامل تقريبًا، وتظهر في اللوحة فراشة كأنها على وشك أن تغط على كتفه.
وأفاد يو في بيان أصدره قصر باكنغهام: “مثل الفراشة التي رسمتها وهي تحوم فوق كتفه، تطورت هذه الصورة مع تحول دور الشخص في حياتنا العامة”.
وتابع: “أبذل قصارى جهدي لالتقاط تجارب الحياة المحفورة في وجه أي جليس فردي. في هذه الحالة، كان هدفي أيضًا الإشارة إلى تقاليد فن التصوير الملكي، ولكن على نحو يعكس ملكية القرن الحادي والعشرين، وقبل كل شيء، إيصال البعد الإنساني العميق الذي تتميّز به الشخصية”.
ووفقًا لما ذكره القصر، عقد يو أربع جلسات مع الملك، وعمل أيضًا على الرسوم والصور الفوتوغرافية.
كُلف يو بهذا العمل للاحتفال بالذكرى الخمسين لعضوية تشارلز في شركة Drapers التي تموّل المبادرات التعليمية وجهود خيرية أخرى، وسيتم عرض العمل أمام الجمهور بين 16 مايو/ أيار و14 يونيو/ حزيران في صالة عرض فيليب مولد بالعاصمة البريطانية لندن. وسيتم تعليقها لاحقًا في قاعة دريبرز اعتبارًا من نهاية أغسطس/ آب إلى جانب الصور الملكية الأخرى.
وبحسب ما ورد، فقد كان الملك والملكة كانا سعيدين باللوحة. وقال يو لـBBC، إنّ كاميلا قالت: “نعم، لقد نجحت في تجسيده”، بعد رؤية النتيجة، في حين أن الملك “فوجئ قليلاً باللون القوي، لكن بخلاف ذلك بدا وكأنه كذلك. يبتسم باستحسان”. وأثارت اللوحة سيلا من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي تعليقه على الصورة المنشورة على حساب العائلة الملكية على “إنستغرام”، كتب أحد المستخدمين: “مع الزي واللون يبدو كأن اللوحة تمثيل مرئي للمذبحة التي ارتكبها المستعمر”. وقال أحدهم: “لكنت أحببت اللوحة لو استخدم أي لون آخر سوى اللون الأحمر. لقد استحوذ حقًا على الجوهر في وجهه، لكن قسوة اللون الأحمر لا تتناسب مع نعومة تعابير الوجه”. وجاء في منشور آخر: “يبدو أنه سيذهب مباشرة إلى الجحيم”.
وأوضح مؤرخ الفن ريتشارد موريس على منصة “X”، “أنا حقًا أحببت البورتريه.. قبل التصوير الفوتوغرافي، أن يكون لديك رسام عظيم يلتقط مظهرك الحقيقي، فأنت تقبل الكشف عن عيوبك ككائن فاني. وهذا ما يصوره يو هنا”.
بينما أن الفنان الشهير يعمل بشكل رئيسي بالألوان الزيتية، فقد انخرط في وسيلة أخرى، أي الكولاج. في عام 2007، بعد فشل مهمة رسم الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، قرر تقديم “تكريم مثير للسخرية”، وفقًا لما ذكره موقعه على الإنترنت، من خلال تجميع مقتطفات من مجلات إباحية فاضحة لإنشاء صورة للرئيس الأمريكي آنذاك. رامزّا إلى “التفوق الأخلاقي المفترض لليمين المتطرف في السياسة الأمريكية”.
أما بالنسبة لصورة الملك تشارلز، فقد ذكر يو على موقعه الإلكتروني أنّ الألوان الزاهية للطلاء الزجاجي “لا تتوافق فقط مع التراث الملكي الموجود في العديد من الصور التاريخية، لكنّها أيضًا تحدث من خلال هذا اللون القوي والموحد، هزة ديناميكية ومعاصرة في هذا النوع من الصور، يوفر تباينًا حديثًا مع الصور التقليدية”.
وأضاف أن الفراشة ترمز إلى الجمال والطبيعة مع إبراز شغف الملك بالبيئة.
وتُوضع لوحات يو في المجموعة الدائمة لمعرض الصور الوطني في لندن.
والملك تشارلز هو نفسه فنان، وقد عُرضت مجموعة من ألوانه المائية في لندن عام 2022. وقد وصف الرسم سابقًا بأنه “واحد من أكثر التمارين العلاجية التي أعرفها استرخاءً”، مضيفًا أنه “ينعش أجزاء من الروح التي لا يمكن للأنشطة الأخرى الوصول إليها”.
إخلاء مسؤولية إن موقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
“جميع الحقوق محفوظة لأصحابها”