أكثر من 100 شهيد بينهم 25 طفلا والعشرات تحت الأنقاض وواشنطن تصفها بـ”المروعة” (صور وفيديو)
ارتكب الجيش الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، مجزرة جديدة بقصف طائراته منزلا مأهولا في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، الذي يتعرض لإبادة وتطهير عرقي منذ 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
هذه المجزرة هي الثانية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في بيت لاهيا الثلاثاء، حيث أسفرت الأولى عن استشهاد 93 فلسطينيا في قصف عمارة سكنية تعود لعائلة أبو النصر صباحا.
وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني: “شهداء وجرحى في مجزرة جديدة ارتكبها الجيش الإسرائيلي بقصفه منزلا يعود لعائلة اللوح في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة”.
وتابع: “المواطنون يناشدون طواقم الدفاع المدني والإسعافات لإنقاذهم، لكن للأسف محافظة شمال غزة بلا دفاع مدني ولا خدمات طبية”.
واشنطن: غارة إسرائيلية “مروعة”
أعربت الولايات المتحدة الثلاثاء عن قلقها إزاء غارة إسرائيلية “مروعة” على غزة أسفرت عن مقتل عدد كبير من الأطفال وقالت إنها طلبت من حليفتها إجابات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحافيين “نشعر بقلق عميق إزاء مقتل مدنيين في هذه الحادثة. إنها حادثة مروعة نتيجتها مروعة”، مشيرا إلى “تقارير عن مقتل عشرين طفلا” في القصف الذي دمر مبنى مكونا من خمسة طوابق في بيت لاهيا في شمال قطاع غزة المحاصر.
وأضاف ميلر “لقد تواصلنا مع الحكومة الإسرائيلية لنسألها عما حدث”.
لم يكشف المتحدث عن أي إجراءات فورية ضد إسرائيل التي تعتمد على الدعم العسكري والدبلوماسي الأمريكي، لكنه كرر دعوة الولايات المتحدة إلى إنهاء الحرب في غزة عن طريق التفاوض.
واعتبر ماثيو ميلر أن “التكلفة المأسوية التي تكبدها المدنيون” في الضربة الأخيرة “هي تذكير آخر بالسبب الذي يجعلنا بحاجة إلى إنهاء هذه الحرب”.
وتابع المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “لقد مضى عام على الحملة العسكرية التي تشنها حكومة إسرائيل في غزة، وقد نجحت إسرائيل في تقويض القدرات العسكرية لحماس، كما نجحت في تقويض قيادة حماس، ومن خلال عملها العسكري نجحت في ضمان عدم قدرة حماس على تكرار هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر” 2023 التي أشعلت شرارة الحرب.
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، ارتفع عدد الشهداء جراء استهداف الجيش الاسرائيلي منزلا مأهولا بالسكان والنازحين في بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، إلى نحو 100 شخص بينهم 25 طفلا، بحسب تصريحات مسؤول فلسطيني.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن “عدد الشهداء في مجزرة منزل عائلة أبو نصر في بيت لاهيا يفوق 93 شهيداً وما زال نحو 40 مفقودا تحت الأنقاض”.
وقال مدير عام الصحة بغزة، الدكتور منير البرش، إن “أكثر من 25 طفلا استشهدوا في مجزرة الاحتلال المروعة في مشروع بيت لاهيا صباح اليوم”.
وذكرت مصادر طبية في وقت سابق أن “أكثر من 77 مواطنا استشهدوا، وهناك عشرات المفقودين، في قصف الاحتلال عمارة سكنية، تتكون من خمسة طوابق، وتؤوي قرابة 150 نازحا سويت بالأرض في بيت لاهيا”.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر طبية قولها في وقت سابق، إن “الاحتلال قصف عمارة سكنية، تتكون من خمسة طوابق، وتؤوي قرابة 150 نازحا في بيت لاهيا”.
وأشارت إلى أنه “لا يزال العشرات من المواطنين تحت الأنقاض، فيما تتواصل المناشدات للمساعدة بالبحث عن ناجين، أو انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، في ظل عدم تمكن الدفاع المدني والإسعاف من الوصول إليهم”.
ولفتت “وفا” إلى وجود أكثر من 20 إصابة خطيرة، وصلت إلى مستشفى كمال عدوان، الذي يتعرض منذ فجر اليوم إلى قصف مدفعي متواصل.
وكانت مصادر طبية في مستشفى كمال عدوان قالت إنها تلقت اتصالات من مواطنين في بلدة بيت لاهيا تشير إلى وجود عدد كبير من الشهداء في منزل تم استهدافه من الجيش الإسرائيلي.
وأضافت المصادر: “حتى هذه اللحظة لم نتمكن من الوصول إلى المنزل المستهدف بسبب الاستهداف الإسرائيلي لكل ما يتحرك في المنطقة”، مشيرة إلى أن عدد الشهداء قد يرتفع بسبب عدم تمكن أي من الطواقم الطبية أو حتى الدفاع المدني من الوصول إلى الموقع، وبالتالي سيموت الجرحى جراء النزيف”.
وأوضحت المصادر أن مستشفى كمال عدوان خرج عن الخدمة ولا يمكنه التعامل مع هذا العدد الكبير من الضحايا، خاصة بعد اعتقال الجيش الإسرائيلي عددا من الكوادر الطبية التي كانت موجودة داخل المستشفى خلال عمليته العسكرية هناك قبل أيام.
وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي استهدف منزلا من خمسة طوابق في بيت لاهيا، ودمره بشكل كامل.
وأضاف الشهود أنهم اضطروا “لانتشال الشهداء من تحت الأنقاض بالإمكانيات البسيطة المتوفرة لديهم فيما لا يزال العشرات عالقين تحت المبنى”.
وتابعوا: “نشاهد جثث وأشلاء الشهداء ولا يمكننا إحصاء من بقي على قيد الحياة، وما زلنا نبحث عن الضحايا فيما لا يمكننا حتى إجراء أي اسعافات أولية للجرحى”.
من ناحيتها، اعتبرت حركة حماس، الثلاثاء، أن المجزرة “تأكيد على خطط الإبادة والتهجير” الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وقالت الحركة، في بيان، إن “المجزرة المروعة في بيت لاهيا صباح اليوم تأكيد على خطط الإبادة والتهجير الصهيونية ضد شعبنا، والتي لم تكن لتتم لولا العجز العربي الرسمي والصمت الدولي”.
وأضافت: “المجزرة المروعة التي ارتكبها العدو الصهيوني بقصفه بناية سكنية في منطقة مشروع بيت لاهيا ما أدى في حصيلة أولية لاستشهاد ما يقرب من 80 من المدنيين، معظمهم نساء وأطفال، إمعانٌ في الإبادة والتطهير العرقي الذي يرتكبه الكيان الصهيوني المجرم منذ أكثر من عام”.
وتابعت أن “هذا يأتي في ظل العجز العربي الرسمي والصمت الدولي الذي يشجع مجرم الحرب (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو على المضي في خطط الإبادة والتهجير ضد شعبنا”.
وأردفت: “نذكر العالم مرة أخرى ومع ارتكاب العدو مجزرة مروعة أخرى بحق أبناء شعبنا بأن شمال القطاع يتعرض لحملة تطهير عرقي وتهجير ممنهج، على مرأى ومسمع من العالم، وهو ما يمثل وصمة عار وفشل لتلك الهياكل الأممية والدولية العاجزة عن القيام بدورها القانوني والأخلاقي في حماية المدنيين الأبرياء”.