أسلحة إسرائيلية حساسة تُصنع على أرض المغرب برعاية “أمير المؤمنين” محمد السادس.. تقرير خطير لصحيفة فرنسية وطن
وطن قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن المغرب يستعد للدخول في الدائرة الضيقة لمصنعي الطائرات العسكرية بدون طيار عبر شركة إسرائيلية معروفة، كثمرة لتعاونه مع الكيان الصهيوني.
وتسارع التقارب بين المغرب وإسرائيل منذ التطبيع الدبلوماسي الذي تم تنفيذه في ديسمبر 2020 في إطار ما عرف وقتها باتفاقات أبراهام ، وهي عملية تطبيع بين إسرائيل ودول عربية بدعم من واشنطن.
وأعلنت شركة BlueBird Aero Systems الإسرائيلية عن البدء المرتقب لوحدة إنتاج في المملكة المغربية، وقالت الصحيفة في تقرير كتبه مراسلها من الدار البيضاء ” ألكسندر أوبلانك” أنه بعد جنوب أفريقيا ومصر ونيجيريا، من المفترض أن ينضم المغرب قريبا إلى دائرة الدول الأفريقية التي تصنع الطائرات العسكرية بدون طيار.
وجاء هذا الإعلان على يد رونين نادر، مؤسس ورئيس مجلس إدارة الشركة الإسرائيلية BlueBird Aero Systems، المملوكة جزئيا لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية المملوكة لدولة الاحتلال.
وفي تصريح نشرته مجلة “زونا ميليتار” الإسبانية يوم، 13 أبريل، ادعى القائد السابق لسلاح الجو الإسرائيلي أنه تم إنشاء وحدة لإنتاج الطائرات بدون طيار (ASP) في المغرب وأنها ستبدأ العمل في المستقبل القريب.
ولم يتم ذكر أي تفاصيل حول موقع هذا المشروع أو تاريخ بدء الإنتاج، ولم تثر تعليقات “نادر” رداً رسميًا من المغرب، لكنها تزامنت مع إعلان وزير الدفاع المغربي، عبد اللطيف لودي، في نوفمبر 2023، عن مشروع تطوير صناعة عسكرية وطنية موجهة نحو إنتاج طائرات بدون طيار ذات مهنة تصديرية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تبدي فيها شركة إسرائيلية اهتماما بتطوير هذه الصناعة مع المغرب على أرضه. وفي عام 2023، أشارت شركة Elbit Systems، وهي شركة منافسة لشركة BlueBird، إلى أنها تخطط لفتح موقعين لتصنيع الطائرات بدون طيار، واتصلت صحيفة “لوموند” بممثلي شركة BlueBird Aero Systems ولم يرغبوا في الرد.
طائرة انتحارية
ولكن ما هي الطائرات بدون طيار التي سيتم تصنيعها في المغرب؟
تقول الصحيفة الفرنسية نقلا عن مصادرها، إن من هذه الطائرات نماذج WanderB وThunderB، المخصصة بشكل أساسي لمهام الاستطلاع والاستخبارات وكشف الأهداف.
وفي عام 2022، طلبت الرباط مائة وخمسين نسخة، سيتم إنتاج جزء منها على الأراضي المغربية. وأشار المصدر إلى أنه من الممكن أيضا تصنيع الطائرة بدون طيار SpyX التابعة للشركة الإسرائيلية، وهي نسخة انتحارية حصل عليها المغرب مؤخرًا.
تقرير يكشف أسرار تطور كبير وسريع في العلاقات الدفاعية بين إسرائيل والمغرب
شركة “بلوبيرد” الإسرائيلية
وتأسست الشركة الإسرائيلية “بلوبيرد” في عام 2002. وهي مملوكة جزئيًا للشركة العامة لصناعات الطيران الإسرائيلية (IAI)، الشركة الأم. وكان رونين نادر ، الرئيس التنفيذي للشركة، قائداً في جيش الاحتلال الإسرائيلي مسؤولاً عن تطوير الصواريخ.
وخلال الدورة الرابعة والخمسين من المعرض الجوي الدولي في لوبورجيه بفرنسا، قدمت الشركة سلاحها الجديد الطائرة التي تسمى SpyX. نظام هجوم ممتد المدى. يبلغ طول جناحيها 2 متر وطولها 1.40 متر.
وتم اختبار الطائرة بدون طيار SpyX Kamikaze على الأراضي المغربية من قبل شركة BlueBird والقوات المسلحة الملكية.
ولفت المصدر إلى أن اهتمام القوات المسلحة المغربية بالطائرات بدون طيار ليس جديدا. ويعود أول استخدام لها من قبل القوات المسلحة الملكية إلى عام 1986، عندما اختبرت القوات الجوية SkyEye R4E50 ، وهي طائرة استطلاع بدون طيار تنتجها شركة تصنيع الطائرات البريطانية الأمريكية BAE Systems.
ويمتلك المغرب واحدًا من أكبر أساطيل الطائرات العسكرية بدون طيار في القارة، وفقًا لموقع Military Africa . وبحسب الموقع المتخصص في الشؤون العسكرية الإفريقية، فإن القوات المسلحة الملكية حصلت على 223 طائرة موجهة عن بعد من موردين أجانب ما بين 1980 و2024.
وفي عام 2021، حصل الجيش المغربي على نظام Skylock Dome الإسرائيلي لتحسين قوته الدفاعية. وبعد ذلك بعامين، اشترت نظام الدفاع الجوي والصاروخي باراك إم إكس الذي تصنعه شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI). إنه جهاز معياري مصمم للرد على تهديدات الصواريخ والطائرات. يعمل على كل من المنصات البحرية والبرية.
مشاريع مشتركة
وعام 2021 اعتمد البرلمان المغربي قانوناً يجيز إنشاء مشاريع مشتركة في مجال الصناعة الدفاعية. وتتيح أحكام هذا القانون، الفريد من نوعه في الترسانة القانونية المغربية، تأسيس شركات خاصة في مجال الأسلحة والتجهيزات العسكرية. وبدون هذا القانون، لم يكن من الممكن إنشاء فرع محلي لشركة بلوبيرد الإسرائيلية.
وفي نوفمبر 2021، وخلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس إلى المغرب، وقع البلدان على اتفاقية إطارية في المجال العسكري والأمني. وينص هذا، من بين أمور أخرى، على التعاون بين أجهزة الاستخبارات، وتطوير الروابط الصناعية، وشراء الأسلحة والتدريب المشترك.
كما شارك المراقبون الإسرائيليون لأول مرة في يونيو 2022 في مناورات “الأسد الأفريقي 2022”، وهي أكبر مناورة عسكرية في القارة الأفريقية، ويشارك في تنظيمها المغرب والولايات المتحدة.