
ظهرت في الأسابيع الأخيرة مجموعات من الفلسطينيين على متن طائرات خاصة تقلع من مطار رامون الإسرائيلي باتجاه دول مختلفة، جميعها تحمل ختم جهة واحدة: منظمة تحمل اسمًا جديدًا ومريبًا هو “المجد أوروبا”. المنظمة زعمت أنها تعمل على “إنقاذ العالقين”، لكنها طلبت مبالغ تتراوح بين 2000 و5000 دولار مقابل المقعد الواحد، ما أثار موجة واسعة من الشكوك.
تحقيق لصحيفة “هآرتس” كشف حقيقة الجهة التي تقف خلف تلك العمليات؛ فالمؤسس ليس ألمانيًا ولا أوروبيًا كما ادّعت المنظمة، بل إسرائيليإستوني يدعى تومر جانار ليند. الموقع مسجّل في آيسلندا، والدعم اللوجستي يأتي من شركة في إستونيا، فيما اتضح أن الصور المنشورة لمديري المنظمة صُنعت بالذكاء الاصطناعي، وأن التبرعات تُجمع بالكامل عبر العملات الرقمية لتفادي التتبع.
الأخطر، بحسب التحقيق، أن وزارة الدفاع الإسرائيلية أحالت المنظمة إلى دائرة الهجرة لتنسيق خروج الفلسطينيين، ما يعني أن العملية تمت تحت إشراف مباشر من مؤسسات الاحتلال. وفي إحدى الحالات، هبطت طائرة تقل 153 فلسطينيًا في جنوب أفريقيا دون علم السلطات التي سارعت إلى فتح تحقيق عاجل وسط حالة من الريبة.
شهادات الركاب أكدت أنهم تقدموا عبر موقع إلكتروني ودفعوا المال لنقلهم من غزة إلى إسرائيل ثم إلى الخارج، في عملية باتت تكشف عن شبكة متعددة الأطراف تستخدم الحرب والفوضى لتمرير مخطط تهجير منظم. وما بين منظمة وهمية، وأموال تُجمع رقميًا، وتنسيق رسمي إسرائيلي… تتسع الشبهات حول مشروع تهجير مُحكم تُنفّذ فصوله تحت غطاء “مساعدات إنسانية”.
