أرقام ومعلومات تفجر قنبلة رعب.. لماذا يعتبر استهداف “فريق المطبخ” انتكاسة جديدة في غزة؟ وطن
وطن يعتبر الهجوم الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل سبعة من عمال الإغاثة في منظمة المطبخ المركزي العالمي، بمثابة ضربة أخرى للجهود المبذولة لتقديم المساعدات إلى السكان الذين يعانون من الجوع في قطاع غزة.
وأدى الهجوم إلى مقتل فريق عمليات WCK بأكمله في غزة، مما دفع المنظمة إلى تعليق عملياتها.
وقال متحدث إعلامي باسم برنامج الأغذية العالمي في غزة، إن المطبخ المركزي العالمي منظمة مهمة تقوم بتغذية نصف مليون شخص يوميا بالوجبات الساخنة، وأضاف: “لا يمكننا تحمل خسارة ذلك”، وفق موقع ميدل إيست آي.
ويقدم برنامج الأغذية العالمي الغذاء لنحو 1.45 مليون نازح في غزة كل شهر، في حين توفر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) وجبات الطعام لأكثر من مليون شخص شهريا.
وكانت كمية الوجبات الساخنة التي قدمتها WCK في غزة في الأشهر الأخيرة أكبر من الوكالتين التابعتين للأمم المتحدة مجتمعتين.
ومنذ بداية الحرب، قدمت WCK ما لا يقل عن 43 مليون وجبة للفلسطينيين في غزة من خلال المساعدات التي يتم تسليمها عن طريق البر والبحر والجو.
وقد تم ذلك بالتعاون مع منظمات إنسانية أخرى، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي، والأونروا، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وتحالف أطفال الشرق الأوسط (ميكا)، ومنظمة مساعدة اللاجئين الأمريكية في الشرق الأدنى (أنيرا).
وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان: “بيننا نحاول صد هذه المجاعة ووقفها في مساراتها. لكنه جهد جماعي.. لن ينجح الأمر إلا إذا تمكنا جميعًا من القيام بعملنا والقيام به بأمان”.
منظمة رائدة في العمل الإنساني
ومع استمرار إسرائيل في إغلاق المعابر البرية وتقييد دخول المساعدات من معبر رفح المصري، كانت منظمة WCK رائدة في الجهود الرامية إلى جلب المساعدات إلى غزة عبر ممر بحري يطلق عليه اسم عملية السفينة.
ونجحت عملية “السفينة” حتى الآن في إيصال حوالي 200 طن من الغذاء إلى شمال غزة، حيث يواجه السكان مستويات حادة من الجوع.
وقامت المنظمة ببناء رصيف مؤقت من أنقاض المباني المدمرة لتسهيل عمليات التسليم البحري. ووصلت الشحنة الأولى، التي أبحرت من قبرص، في منتصف شهر مارس/آذار.
وكانت هذه هي المرة الأولى منذ عقدين من الزمن التي يتم فيها تسليم شحنات إنسانية إلى غزة عن طريق البحر.
ووصلت شحنة ثانية من قبرص إلى غزة في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وتضم القافلة ثلاث سفن وبارجة تحمل مئات الأطنان من المواد الغذائية، وآليات ثقيلة لتسريع عملية التفريغ وإيصال المساعدات في أسرع وقت ممكن.
وكان فريق WCK قد أفرغ حوالي 100 طن من هذه السفن قبل ساعات من هجوم يوم الاثنين.
وذكرت المنظمة أنَّ الشحنة الأخيرة كانت تحتوي على ما يكفي من الغذاء لإعداد أكثر من مليون وجبة.
لكن قبرص قالت إن بقية الشحنة سيتعين عليها العودة إلى قبرص، مع عدم تسليم 240 طنا من المساعدات.
فتح المعابر الطريقة الأكثر جدوى
ومع ذلك، فقد أكد WCK ومنظمات الإغاثة الأخرى على أن فتح المعابر البرية يظل الطريقة الأكثر فعالية لمنع المجاعة في غزة.
ودعا الطاهي الشهير خوسيه أندريس، مؤسس WCK، مرارًا وتكرارًا إلى وقف إطلاق النار في غزة وفتح المعابر البرية.
مجموعة أخرى توقف العمليات
كما أعلنت منظمة أنيرا، إحدى أكبر منظمات الإغاثة العاملة في غزة، أنها ستوقف عملها مؤقتًا، لأنه لم يعد من الممكن لموظفيها تقديم المساعدات دون تعرض سلامتهم إلى خطر كبير.
وقدمت أنيرا ما متوسطه 150,000 وجبة يوميًا في غزة منذ بداية الأعمال العدائية الحالية في 7 أكتوبر. وقالت إن تعليق عملها من المتوقع أن تكون له “عواقب وخيمة” على الفلسطينيين الذين يتضورون جوعا.
قرار ملزم من “العدل الدولية”
والأسبوع الماضي، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل، في قرار ملزم قانونا، بـ “ضمان، دون تأخير” تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك الضروريات مثل الغذاء والماء والكهرباء وغيرها من الضروريات الأساسية.
وقالت أنيرا إن الهجوم على فريق WCK يشكل “انتهاكًا واضحًا” لقرار محكمة العدل الدولية.
وجاءت الإجراءات المؤقتة الإضافية التي أمرت بها المحكمة العليا للأمم المتحدة وسط العديد من الوفيات بسبب الجوع وتحذيرات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية من مجاعة وشيكة “من صنع الإنسان” في قطاع غزة بسبب منع إسرائيل دخول المساعدات عبر المعابر البرية.
وذكرت المحكمة أن الفلسطينيين في غزة لا يواجهون فقط خطر المجاعة لكن تلك المجاعة بدأت تلوح في الأفق”.
قرار مجلس الأمن بشأن غزة
كما أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارًا في 25 مارس/آذار يدعو إلى وقف إطلاق النار ودخول المساعدات إلى غزة دون عوائق.
ويقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن السلطات الإسرائيلية منعت 30 بالمائة من بعثات المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة منذ بداية مارس/آذار.
وخلص تقرير صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي مبادرة تدعمها الأمم المتحدة، الشهر الماضي إلى أن جميع سكان غزة، الذين يقدر عددهم بحوالي 2.3 مليون نسمة، يعانون من انعدام الأمن الغذائي “الحاد”.
في حين يعاني نصف السكان من مستوى أكبر من انعدام الأمن الغذائي من انعدام الأمن الغذائي المصنف على أنه “كارثي”.
وخلص التقرير إلى أن مستوى الجوع في غزة هو “أعلى نسبة من الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد التي صنفتها مبادرة التصنيف المتكامل للأمن الغذائي على الإطلاق في أي منطقة أو بلد معين”.
وعمال الإغاثة في WCK ليسوا أول من يقتل في الهجمات الإسرائيلية.