كشف تحقيق مشترك لصحيفة “هآرتس” وInside Story وWAV Research Collective عن شبكة تجسّس إسرائيلية واسعة تستخدم برنامجًا خطيرًا قادرًا على اختراق الهواتف بمجرد ظهور إعلان عابر على الشاشة، دون حاجة لأي ضغطة أو تفاعل، ليحوَّل الهاتف إلى مايكروفون وكاميرا بيد جهة مجهولة.
القصة بدأت في باكستان، حين تلقّى محامٍ في مجال حقوق الإنسان رابطًا عبر واتساب من حساب يبدو صحفيًا، لكن فحص الرابط في مختبر منظمة العفو كشف أنه برنامج تجسس يُدعى Predator من تطوير شركة Intellexa الإسرائيلية. التحقيق أوضح أن الحادثة لم تكن فردية، بل فتحت ملفات سبع سنوات من التسريبات حول انتشار البرنامج في دول عدة.
ورغم العقوبات الأمريكية على Intellexa، طوّرت الشركة نسخة أكثر خطورة تحمل اسم Aladdin، لا تحتاج رسالة ولا رابطًا، يكفي ظهور إعلان على الشاشة لمدة ثانيتين فقط ليبدأ الهاتف بإرسال الصور والرسائل وموقع المستخدم… بصمت كامل ودون أي أثر تقني واضح، وسط تسريبات خطيرة تضمنت فيديو تدريب داخلي على أنظمة عملاء حقيقيين.
التوثيقات كشفت عملاء بأسماء رمزية مثل Eagle (كازاخستان) وPhoenix (ليبيا)، إضافة إلى أدلة على اختراقات في مصر والسعودية والعراق وكردستان وباكستان وأوزبكستان وأنغولا وطاجيكستان، إلى جانب فضيحة تجسس في اليونان على صحفيين ومسؤولين. الأخطر أن تقرير Recorded Future ربط الشبكة بشركات مسجلة داخل المناطق الحرة في دبي، تُوفر غطاءً لوجستيًا ورقميًا لأداة Aladdin، في بيئة يصعب تتبعها.
في عالم باتت فيه الحروب تُدار من خلف الشاشات، يكفي إعلان قصير ليكشف خصوصياتك للعالم. ومع كون Intellexa مجرد واحدة من عشرات الشركات الإسرائيلية المشابهة… يبقى السؤال الأكثر رعبًا: كم جهازًا مُخترقًا الآن ونحن لا ندري؟