اخبار

أحمد الشرع في حضن العرب.. كيف أصبح الجولاني نجم القمة العربية؟

وطن في تحول مفاجئ ومثير، استقبلت القمة العربية الطارئة في القاهرة رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد الشرع بحفاوة رسمية، حيث وجد نفسه في حضن قادة الدول العربية، بعد سنوات من العداء والمقاطعة. هذه القمة التي جاءت لمناقشة تطورات غزة، شهدت لحظة تاريخية حين صافح الشرع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مشهد لم يكن أحد ليتوقعه قبل أشهر قليلة.

هبطت طائرة الشرع في القاهرة، بعد زيارة خاطفة إلى عمّان، ضمن جولة إقليمية تهدف إلى تثبيت شرعيته كرئيس لسوريا ما بعد الأسد. في مقر القمة، كان السيسي في استقباله، وهو الذي طالما دعم نظام بشار الأسد في السر والعلن، قبل أن تتغير معادلة التحالفات. الابتسامة المتبادلة بين الرجلين لم تكن سوى إشارة إلى تغير المشهد السياسي، حيث لم يعد الشرع مجرد زعيم لفصيل مسلح، بل بات لاعبًا أساسيًا في مستقبل سوريا.

في كلمته خلال القمة، لم يكتفِ الشرع بتقديم رؤيته حول الأزمة السورية، بل استغل المنبر ليعلن موقفًا صارمًا ضد المخططات الإسرائيلية لتهجير سكان غزة. رفضه لمقترحات واشنطن ونتنياهو جاء متوافقًا مع مواقف الدول العربية، لكنه في الوقت ذاته، سلط الضوء على الوضع في جنوب سوريا، حيث يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى ترسيخ وجوده، وهو ما اعتبره انتهاكًا للسيادة السورية.

ما أثار الجدل حقًا هو كيفية تعامل القادة العرب مع الشرع، إذ استقبلته الرياض بحفاوة، واحتفى به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بينما التقى بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وحظي بتزكية واضحة من الإمارات. هذه التحولات تشير إلى إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة، حيث يبدو أن العواصم العربية قررت القبول بالشرع كشريك سياسي، متجاهلة ماضيه في قيادة “جبهة النصرة” المدرجة على قوائم الإرهاب.

اليوم، وبعد أن كان الشرع ملاحقًا دوليًا، وجد نفسه محاطًا بتصفيق الزعماء العرب، الذين تجاهلوا تاريخه الجهادي، واحتفوا به كقائد سياسي جديد لسوريا. فهل يعني هذا أن الشرع أصبح جزءًا من النظام العربي الرسمي؟ أم أن الأمر مجرد خطوة تكتيكية ضمن معادلة أوسع تحاول فيها العواصم العربية إعادة رسم خارطة النفوذ في المنطقة؟

أحمد الشرع يستقبل وفود العالم في قصور الأسد.. بداية عهد جديد في دمشق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *