استهدفت إسرائيل، الثلاثاء، اجتماعا لوفد حركة “حماس” المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة، بهجوم جوي وصفته الحركة بـ”الفاشل”، لكنه أعاد إلى الواجهة اسمي القياديين البارزين خليل الحية وزاهر جبارين، اللذين حضرا الاجتماع.
وقبل ساعات، أعلنت “حماس” فشل إسرائيل في اغتيال وفدها المفاوض بشأن وقف إطلاق النار بغزة، في غارة استهدفتهم بالدوحة، وأسفرت عن سقوط عدد من الشهداء بينهم همام الحية نجل رئيس “حماس” بغزة خليل الحية، ومدير مكتبه جهاد لبد، و3 مرافقين، وعنصر الأمن القطري بدر الحميدي.
فيما قال عضو المكتب السياسي لـ”حماس” سهيل الهندي، في تصريح لقناة “الجزيرة”: “قيادة الحركة نجت من محاولة الاغتيال الجبانة، وعلى رأسها خليل الحية وزاهر جبارين”، موضحا أن “القصف وقع خلال اجتماع للفريق المفاوض لبحث المقترح الأمريكي”.
** خليل الحية.. من الصفوف القيادية الأولى
يعد خليل الحية من أبرز وجوه “حماس”، وتولى في أكتوبر/ تشرين الأول 2024 رئاسة الحركة بغزة بعد اغتيال إسرائيل يحيى السنوار وكان نائبا له قبل ذلك.
وتسلطت الأضواء على الحية بصورة أكبر بعد سلسلة اغتيالات إسرائيلية طالت قادة الصف الأول في الحركة، بينهم السنوار وإسماعيل هنية وصالح العاروري، لينظر إليه كأبرز خليفة محتمل لقيادة الحركة سياسيا وتنظيميا.
كما ترأس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في الدورة الأخيرة لانتخابات الحركة عام 2021.
ولد الحية عام 1960، ونال درجة الدكتوراه في “السنة النبوية وعلوم الحديث” من جامعة القرآن الكريم في السودان عام 1997، وانتخب نائبا في المجلس التشريعي الفلسطيني عن مدينة غزة عام 2006.
ad
استشهد نجله حمزة القائد الميداني في “كتائب القسام” عام 2008 خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة، كما استشهد 8 من أقاربه بينهم عدد من أشقائه وأبنائهم، حينما حاولت إسرائيل اغتياله في 20 مايو/أيار 2007 حينما قصفت ديوان عائلة الحية شرق المدينة.
كما استشهد عدد من أفراد عائلته خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
** زاهر جبارين.. أسير محرر
رئيس حركة “حماس” في الضفة الغربية المحتلة، وينحدر من مدينة سلفيت، ويعتبر من مؤسسي “كتائب القسام” في الضفة، حيث لعب دورا بارزا في بناء البنية العسكرية للحركة هناك.
واعتقل جبارين لدى إسرائيل إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 وما بعدها، وهو مسؤول عن عدة عمليات عسكرية ضد تل أبيب في تسعينيات القرن الماضي.
وفي 1993 اعتقلته إسرائيل مرة أخرى، وحُكم عليه بالسجن المؤبد (مدى الحياة) و35 عاما، لكنه خرج في صفقة تبادل أسرى عام 2011، وأبعد خارج فلسطين.
وفي وقت سابق اليوم، قالت “حماس” إن الاستهداف الإسرائيلي وقع خلال اجتماع لبحث مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير لوقف إطلاق النار.
والأحد، تحدث ترامب، حليف إسرائيل، عن وجود مقترح جديد قدم لحركة “حماس” بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة.
بعد ذلك بساعات، أعلنت “حماس” تلقيها عبر الوسطاء أفكارا من الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، وترحب بأي تحرك يساعد في إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين.
** هجوم جبان
والثلاثاء، أعلنت قطر أن إسرائيل شنت “هجوما جبانا استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس بالدوحة”.
وسرعان ما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم بواسطة سلاح الجو “قيادة حركة حماس” في الدوحة بالتعاون مع جهاز الأمن العام “الشاباك”.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و605 شهداء، و163 ألفا و319 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 399 فلسطينيا بينهم 140 طفلا.